ازدادت وتيرة حمى الانتقالات بين الأندية السعودية خلال فترة التسجيل والشتوية التي كانت فرصة ثمينة لإدارات الأندية، لتصحيح الأخطاء التي وقعت بها في فترة التسجيل الأولى من الدوري، خصوصاً في ظل فشل بعض التعاقدات أو عدم التوفيق الذي لازم بعض اللاعبين، فلم يقدموا المأمول منهم، على رغم النجومية التي يحظون بها. ولا تشهد فترة «الشتاء» الخيارات ذاتها، فالحراك محدود ومقيد، نظير ارتباط معظم اللاعبين بأندية أخرى، على عكس فترة الانتقالات الصيفية التي يتسع فيها مجال الاختيار على صعيد الوقت وحرية الانتقال. ومن الملاحظ أن معظم الأندية السعودية حرصت خلال هذه الفترة «الانتقالات الشتوية» على تدعيم فرقها ببعض العناصر التي تحتاجها لضمان تحقيق نتائج أفضل في ما تبقى من الاستحقاقات المقبلة، إذ أجرت جميع أندية دوري «زين» تغييرات على مستوى اللاعبين الأجانب، باستثناء متصدر الدوري الفتح الذي أبقى على الرباعي الأجنبي للعام الثاني على التوالي، وكذلك الحال لنجران والرائد والفيصلي التي لم تشهد أي تغيير على مستوى لاعبيها غير السعوديين. بطل النسخة الماضية الشباب اكتفى بجلب المدافع الدولي الكوري كواك تاي، كما ضم لصفوفه مهاجم نادي الوحدة السعودي مهند عسيري، وفق رؤية فنية من المدرب البلجيكي ميشل برودوم بديلاً عن مختار فلاتة. وعزز الهلال صفوفه باستقطاب حارس الشباب إبراهيم زايد بعد إيقاف حارسه خالد شراحيلي من اللجنة التأديبية السعودية لقضايا المنشطات مدة عامين، وكذلك وقع مع مدافع الأهلي الأيسر محمد مسعد، وعلى صعيد اللاعبين الأجانب، جلب المحور الدفاعي الكولمبي غوستافو بوليفا والمدافع البرازيلي أوزيا بولا بدلاً عن عادل هرماش ومانغان. وفي جدة استطاع الأهلي الظفر بخدمات مدافع الهلال السابق، وأندرلخت البلجيكي أسامه هوساوي بعد أن خاض تجربة احترافية أوروبية، لم يكتب لها النجاح، كما ضم صانع الألعاب الدولي البرازيلي برونو سيزار في صفقة، قيل إنها الأعلى في تاريخ الدوري السعودي، ولم يفصح عن الأرقام المالية لها من الجانبين حتى الآن. وبالعودة إلى الفتح الذي لم يجرِ تغييراً على أجانبه، فقد جلب لاعبين محليين، إذ قيد في صفوفه المدافعين أسامه عاشور وعبده برناوي القادمين من نادي النصر، إضافة إلى مهاجم الاتحاد عمر الحضري على سبيل الإعارة، مع عودة مهاجمه السابق أحمد بوعبيد بعد خوضه تجربة مع الاتحاد، وصفها اللاعب بالمحبطة على حد تعبيره. «العميد» استحوذ على نصيب الأسد من «الانتقالات» بعد الإخفاق الكبير الذي لازمه منذ بداية الموسم، إذ لم يحقق النتائج التي ترضي طموحات «العميد»، فكانت أولى الصفقات المدوية التي ألهبت الشارع الرياضي الظفر بتوقيع صانع الألعاب الهلالي أحمد الفريدي، كما عزز صفوفه بمهاجم الشباب مختار فلاته، ومدافع نادي الأنصار تركي الخضير، والمجري جورجي ساندرو والمهاجم البرازيلي بيل. وعلى غير العادة، كانت التغييرات النصراوية محدودة خلال الفترة الشتوية، إذ اكتف الإدارة الصفراء بجلب صانع الألعاب البرازيلي رفائيل باستوس، بديلاً عن الأرجنتيني مانسو الذي أنهت الإدارة النصراوية التعاقد معه في وقت متقدم من الدوري، وفي اللحظات الأخيرة، جلب المدافع البحريني محمد حسين، ليحل بديلاً عن المدافع الأوزبكي شوكت، الذي طاوله الإيقاف من لجنة الانضباط بعد لقاء فريقه أمام الأهلي، كما دعم صفوفه بمهاجم نادي نجران حسن الراهب، إضافة إلى إبراهيم الزبيدي القادم من الوحدة. وعاود الحنين الاتفاق لمهاجمه الغاني السابق البرنس تاغو الذي سبق أن حقق نجاحات مميزة مع «النواخذة»، ويأتي التعاقد في سبيل تعويض رحيل المهاجم يوسف السالم لنادي الهلال بداية من الموسم المقبل على أقل تقدير، كذلك تعاقد مع صانع الألعاب البلويفي أورينتي. مدرب الفيصلي البلجيكي مارك بريس كان له سياسة فنية مختلفة، إذ عزز خط الحراسة بالتعاقد مع حارسين، هما هاني الناهض من الاتحاد، ومحمد القاسم من مضر. وشهدت الساعات الأخيرة قبل إقفال سوق الانتقالات حضوراً لافتاً لفريق نجران، إذ استطاع أن يضم إلى كشوفاته كلاً من: المهاجمين سلمان الحريري وموسى الشمري، إضافة إلى المدافع علي الزبيدي. أما نادي التعاون فقد سلخ جلد فريقه الأول، وأحدث تغييرات عدة على المستويين المحلي والأجنبي، إذ استغنى عن جميع اللاعبين الأجانب، ولم يبقَ إلا على الغيني لامين باه، وجلب صانع الألعاب الكرواتي داريو جرتك والمدافع النيجري وحيد أوسيني، والمدافع سند شراحيلي المنتقل من الاتفاق على سبيل الإعارة، والمدافع محمد يحيى المنتقل من سدوس. هجر هو الآخر يحاول الهروب من مناطق المؤخرة، واتجه إلى الملاعب المصرية، واستقطب ثلاثة أسماء، ينتظر منها الكثير للسمعة الكبيرة التي يحظون بها، يتقدمهم مهاجم الأهلي المصري الإيفواري أسكو نان والمصريان المدافع أحمد بكري ولاعب الوسط أيمن عبدالعزيز. ضيف دوري «زين» الشعلة ظفر بلاعبي الشباب المدافع محمد الغليميش، والمهاجم عبدالرحمن بركه، والمهاجم الغاني مامادو. ورمى متذيل الترتيب الوحدة بآخر أوراقه، بعد أن تغيرت الرؤى، وخابت نظرة رئيس النادي علي داوود الذي راهن قبل بداية الدوري على نجاح المحترفين المهاجم السوداني محمد بشه والمدافع المالي سيكو دنبا، وأكد أنه سيعتمد على شباب النادي، ولن يستقطب أسماء أجنبية أخرى، بيد أنه تراجع عن رأيه، عندما وجد فريقه لا يملك سوى نقطتين من 17 مواجهة، وتجرع الخسارة في 15 مناسبة، وتعاقد مع رباعي أجنبي، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وهم لاعب الوسط تياغو غوميز، والمدافع بامودكا والمهاجم البرازيلي رتشي، ولاعب الوسط أحمد الشربيني، واستغنى عن الأجنبيين السابقين بعدما خيبا ظنون عشاق «فارس مكة»، وعلى الصعيد المحلي، عزز الفريق صفوفه بالمدافع وليد محبوب القادم من الاتفاق على سبيل الإعارة، وكذلك لاعب الوسط أحمد كرنشي، والمهاجم علي مدخلي القادم من الاتحاد. وأخيراً، فعلى رغم أن جميع الأندية السعودية في دوري زين للمحترفين، عززت صفوفها فترة الحسم المقبلة بلاعبين أجانب أو محليين، إلا أن فريق الرائد وهو لم يستقطب أي عنصر جديد، سواء على المستوى الأجنبي أم المحلي، واكتفى باللاعبين السابقين.