بالقرب من بلدة قصيباء في منطقة القصيم السعودية، توجد صخرة في الصحراء كان يلتقي عندها الفارس والشاعر عنترة بن شداد بمحبوبته عبلة. المنطقة الواقعة عند سفوح جبال «قو» التي أصبح اسمها حالياً قصيباء، وصفها عنترة في مطلع معلقته، بقوله: «كأن السرايا بين قو وقارة / عصائب طير ينتحين لمشرب». وموقع الصخرة من أكبر المتاحف المفتوحة في العالم، وتضم قرى أثرية وأطلال قلعة عنترة بن شداد وأبراجاً للحراسة مبنية بالحجارة في أعلى الجبل الغربي لمراقبة عيون الماء وبساتين النخيل، وطرق قوافل الحج التي كانت تمر بالمنطقة. وقال المرشد السياحي صالح الراضي: «كانت قصيبة (قصيباء) غنية بالمياه، إذ يوجد فيها 7 عيون طبيعية، ومنها عين عبس المسماة على القبيلة نفسها، فنزلت قبيلة عبس وفي هذه الأثناء قامت حرب داحس والغبراء ما أدى إلى بقاء القبيلة 40 عاماً، وفي هذه الفترة ظهرت بطولة عنترة بن شداد العبسي». وأضاف: «كما لعنترة صولات وجولات حربية، فله صولات وجولات في الحب كما يعرف، إذ يتناقل الأجيال قصة حب كبيرة جداً مع ابنة عمه عبلة». وباتت الصخرة في قصيباء رمزاً للحب، إذ يقال إن عنترة كان يفد إليها كل يوم من مضارب قبيلته ليلتقي عبلة. وأوضح عبدالرحمن الصبيحي المتخصص في التاريخ أن هذه الصخرة تعني رمز الحب والعشق، لأنها منطقة التقاء الحبيبين عبلة وعنتر، واضطر إلى أن يسير أكثر من 50 كيلومتراً يومياً للقاء تلك المحبوبة. ومن الشواهد أيضاً أن بنات هذه المنطقة أسمائهن عبلة». وذكر أنه من الشواهد على أنها تعني رمز الحب وجود بعض الكتابات لأسماء ذكورية وأنثوية، قد تكون قريبة من بعضها.. فلان وفلانة وهي تعني أن هذا الحب مستمر. وتحمل الصخرة نقوشاً وكتابات أثرية ترجع إلى أيام ثمود، وعلى الصخرة أيضاً كتابات حديثة لأسماء رجال ونساء ربطت بينهم عاطفة الحب. ويفتخر السعوديون بالشاعر العربي المغوار عنترة العبسي، ويحيون ذكراه في مهرجاناتهم الثقافية، ومازالت أشعار عنترة تروى إلى اليوم في كثير من المحافل ومنها مهرجان الشعر السنوي في سوق عكاظ، ومهرجان الجنادرية للتراث والثقافة.