قصيباء ذلك المكان الذي يشغل حيزا من قلب القصيم يعيش أهله حاضرهم بيومياته ويستمتعون بماضي بلدتهم التي كانت حكاية تاريخية . وأنشئت قصيباء على أربع مراحل بحسب الباحثين حيث تقع في الجهة الشمالية من منطقة القصيم وتعتبر أحد بلدان الجواء وتبعد عن مدينة بريدة 70 كيلو متر وتقع في مكان منخفض تحيط به الجبال من جميع الجهات. وقصيباء ضاربة في القدم حسب الروايات والمواقع التي تعتبر شواهد ومنها القصور القديمة التي هجرها السكان نحو الشرق في بناء حديث وبحسب المهتم والباحث في الآثار صالح بن سليمان الراضي، فإن قصيباء من أغنى بلدان القصيم في الآثار لقدمها وكثرة سكانها وتضاريسها ومن آثارها العيون الطبيعية والعيون المحفورة. وأوضح الراضي أن بها قصورا تاريخية منها قصر عنترة إضافة إلى المراقيب التي ترصد تحرك القادمين من جميع الجهات وشرح وجود مقابر قديمة ،يدل على ذلك اتجاهات القبور التي لم تكن موجهة نحو القبلة مما يعني أنها قبل الإسلام كما يوجد في قصيباء أشجار متحجرة . وأضاف: أهالي قصيباء منهم أسرة الراضي التي تملك واحدا من أهم القصور الأثرية (المشقوق) كان لهم تاريخ مهم في الحراك التجاري والزراعي وأثر واضح في المشاركة في مرحلة التأسيس للوطن ومن القصص التي يتفاخر بها الأهالي زيارات المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه لبلدتهم ثلاث مرات في الأعوام 1322ه وعام 1336ه وعام 1340ه ومن قصيباء كان للمؤسس انطلاقات نحو معارك التأسيس وبالقرب قصر المشقوق الذي أسس في العام 1250ه، توجد ربوة بها نزل يسمى العقيلية وهي تخص تجار العقيلات الذين كانوا ينطلقون من مدينة بريدة نحو العراق وبلاد الشام ومصر للتجارة وتعتبر قصيباء أول مواقع الراحة وفيها يتزودون بالماء والتمر وخصوصا شقراء قصيباء. ويحوي قصر المشقوق جناح الضيافة الذي استضاف شخصيات تاريخية منهم الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، إضافة إلى موقع آخر يسمى العنترية وفوق سطح الجبل الغربي يوجد قصر عنترة بن شداد حيث كانت مواقع في قصيباء مسرحا تاريخيا لمشاهير وشعراء منهم عنترة الذي تغنى بقصيباء التي كانت موطنا لقبيلة عبس وتسمى في ذلك الزمان ( قو) وقيل إنه ولد فيها وتوجد إحدى العيون باسم عين عبس وكان يذهب من قصره لمقابلة عبلة في غاف الجواء ومن أشعاره: وعبلة ترسم للحب وجها ... بديع الملامح عذب الحياء تشاهد منه قصيباء روضا ... قشيبا يعطرها بالنقاء