شاركت إمارة منطقة القصيم ضمن مجموعة معارض سوق عكاظ في نسخته السادسة بمعرض متخصص عن الشاعر عنترة بن شداد، ليكون واحداً من أهم المحطات لزوار السوق من المثقفين والأدباء والعائلات.وقال المشرف على جناح معرض القصيم في معرض سوق عكاظ الدكتور أحمد الطامي، إن فكرة مشاركة الإمارة بمعرض متخصص عن عنترة بن بشداد، جاءت بمبادرة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، الذي وجه دعوة لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم لمشاركة الإمارة في سوق عكاظ لهذا العام بمعرض عن عنترة بن شداد، وبدوره رحب سمو أمير منطقة القصيم بالفكرة وشكل فريق عمل لهذه المشاركة المهمة في هذا الحدث الثقافي الوطني المتميز.وأبرز الدكتور أحمد الطافي أبرز مكونات المعرض: جناح للعروض السمعية البصرية حيث سيعرض فيه فيلم عن البيئة التي عاش فيها عنترة بن شداد، جناح لعرض كتبٍ لأبرز الدراسات التي كتبت عن الشاعر عنترة وتاريخه وبعض المطويات المختصرة عن تاريخه وشعره، عدد من الصور واللوحات، مقهى (ديوانية) عنترة، جناح لعرض معلقة عنترة صوتيا، مجسم لصخرة عنترة الشهيرة تشكل المدخل الرئيس للمعرض، جناح خاص عن منطقة القصيم، مشيراً إلى أن المعرض تم تجيهزه بحيث ينقل الزائر إلى تلك البيئة التي عاش فيها الشاعر في عصر ما قبل الإسلام وتجعله يستشعر تلك البيئة. وكشفت مكونات الجناح حقائق موطن عنترة “بعيون الجواء" القابعة في الشمال الغربي من منطقة القصيم على بعد 30 كيلومتراً عن بريدة وهي التي استوطنتها قبيلة عبس وفيها دارت معركة داحس والغبراء بين قبيلتي عبس وذبيان وكذلك بها العديد من النقوش الثمودية وتوجد بها “حصاة النصلة" العبارة عن أكمة صخرية اشتهرت بأنها ملتقى عنترة بن شداد وعبلة وتدل النقوش الثمودية عليها على الأهمية التي كانت تتمتع بها المنطقة خلال الفترة من القرنين الثاني قبل الميلاد إلى السادس ميلادية.وقدم الجناح الذي زاره أكثر من خمسة آلاف زائر منذ انطلاق السوق قصائد الشاعر “عنترة" التي كان يصدح بها في صباه وشبابه والتي كان عرضها صوتياً مصحوبة بخلفيات بانورامية فنية لمحافظة الجواء، فضلاً عن جانب تصوير مكان آخر أقام فيه عنترة بعد أن أصبح شخصية معروفة ومشهورة وعرف هذا المكان قديماً باسم “قو" وعرف الآن باسم “قصيباء" التي تقع على بعد 75 كيلومتراً شمال بريدة على الطريق الذي يربط القصيم بحائل ويقع جل آثار قصيباء أسفل الجال الغربي حيث القرى القديمة إضافة إلى وجود أنقاض قصر عنترة بن شداد كما تشير كثير من المراجع أعلى سفح الجال الغربي لقصيباء ويعد بقايا قصر عنترة من أهم الآثار التاريخية.واعترف مرتادو الجناح أن الشهرة التي حظي بها عنترة ليس لأنه شخصية تتعانق فيها الحقيقة والأسطورة فحسب وإنما لأن عنترة جسد منظومة من القيم الإنسانية التي يقدرها العرب ويحتفون بها ومنها العفة والشجاعة التي أصبح رمزاً لها مبدين إعجابهم بالظروف الاجتماعية الصعبة التي عاصرها عنترة ونشوب حرب داحس والغبراء “حرب العرب في الجاهلية" والتي وقعت في منطقة نجد بين قبيلتي عبس وذبيان وتعد هي وحرب البسوس أطول حربين خاضهما عرب الجاهلية.كما لعب جناح منطقة القصيم دوراً في إبراز الشعر العربي كشعر مكاني لارتباطه بالبيئة التي أنتجته والإنسان الذي أبدعه حيث جاء شعر عنترة وفقاً لهذا الجانب وكاشفاً عن عمق العلاقات التي ينشئها المكان بينه وبين مختلف المعاني والعادات والأخلاق والسلوك وهذا ما ركز عليه الجناح لبيان ما أصبحت عليه أماكن منطقة القصيم كسجل خالد ينطق بالمعاني والقيم التي جسدها شعر عنترة فمدينة الجواء أو عيون الجواء أضفى عليها عنترة لارتباطه بصاحبته عبلة.. مقامات الحبيبة حتى انفتح المكان للطقوس الغنائية التي عج بها شعره خاصة المعلقة.وحوى جناح إمارة منطقة القصيم الذي يستهوي الزوار طرازه التصميمي القديم توثيق لمسار عنترة بن شداد ذو القيمة التاريخية والأدبية الذي نقلهم إلى الزمن القديم للوقوف على الشواهد التي اشتهر أنها ارتبطت بفارس وشاعر بني عبس في الجاهلية وكأن جنبات الجناح تنشد (يا دار عبلة في الجواء تكلمي وعمي صباحاً دار عبلة واسلمي)، وهو البيت الشهير من معلقة عنترة بن شداد العبسي والجواء وهي منطقة شهيرة شمال غرب مدينة بريدة التي فيها “محافظة عيون الجواء" موطن قبيلة بنو عبس التي ينتمي إليها عنترة.