قال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، إن «أي حديث عن الكونفدرالية بين الأردن وفلسطين أمر مرفوض قبل قيام الدولة الفلسطينية». وأضاف في تصريحات عقب لقاء وفد من الحركة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني امس: «أكدنا لجلالة الملك أن العلاقة الأردنية - الفلسطينية المعروفة تاريخياً لها مراحلها وتعقيداتها، لكننا حريصون على التكامل والتنسيق، مع احترام خصوصية كل حالة، فالأردن هو الأردن، وفلسطين هي فلسطين، وأي حديث عن العلاقة بين الدولة الأردنية والفلسطينية التي لم تقم بعد، هو حديث بعد قيام الدولة الفلسطينية». وتابع: «أما الحديث عن الكونفدرالية قبل أن تقوم الدولة الفلسطينية، فهو حديث مرفوض». وجاء لقاء وفد «حماس» مع العاهل الأردني، وهو الثالث خلال أقل من عام، ليؤكد مجدداً ما يبدو أنه سعي الطرفين إلى تدشين أسس جديدة لعلاقة تقوم على عدم فتح مكاتب للحركة في الأردن، على أن تكون قناة التواصل الأردنية مع الحركة عبر بوابة القصر الملكي بعد أن ظلت القناة الأمنية هي المسؤولة عن تلك العلاقة طوال العقدين الماضيين. وأوضح مشعل أن اللقاء جاء بدعوة من العاهل الأردني، وأنه جرى خلاله التشاور في مجمل القضايا، خصوصاً القضية الفلسطينية والانتخابات الإسرائيلية والأميركية. وتحدث عن وجود «درجة عالية من التفاهم والتقارب» بين الحركة والأردن، موضحاً «إننا حريصون على مزيد من التنسيق مع القيادة الأردنية». وأشاد مشعل على دور الرئيس محمد مرسي، وقال إنه «ألقى بثقله وراء اللقاءات الأخيرة في شأن المصالحة الفلسطينية في القاهرة»، مضيفاً أن المصالحة «تسير بخطوات جيدة». ولفت إلى أنه «جرى الاتفاق بين فتح وحماس على جدولة زمنية للخطوات التي سنمضي بها في الملفات ال 5، وهي الحكومة ومنظمة التحرير والانتخابات والحريات العامة والمصالحة المجتمعية، بحيث تكون مسارات في حزمة واحدة يسير بعضها بموازاة بعض». وكشف أنه طلب من العاهل الأردني ألا يعيق المجتمع الدولي خطوات المصالحة الفلسطينية، وأن يتم تفهم حاجة الفلسطينيين الماسة إليها. وأكد أن لقاءات ستعقد في القاهرة في التاسع من الشهر المقبل بحضوره والرئيس محمود عباس وقادة الفصائل الفلسطينية وشخصيات وطنية لاجتماع الإطار الموقت لمنظمة التحرير ولاستكمال خطوات المصالحة. في السياق ذاته، قال بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني إن «الملك أكد لمشعل والوفد المرافق له، إن دعم جهود المصالحة الوطنية الفلسطينية هي الأساس لتعزيز وحدة الشعب الفلسطيني وتمكينه من نيل حقوقه المشروعة». وأضاف أن «الاعتراف الأممي الذي تحقق بحصول فلسطين على صفة دولة مراقب غير عضو في الأممالمتحدة يعد خطوة أساسية على طريق استعادة الشعب الفلسطيني حقوقه، خصوصاً إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني». وخلال اللقاء الذي حضره من جانب الحركة محمد نزال ومحمد نصر، ومن الجانب الأردني الأمير علي بن الحسين شقيق العاهل الأردني المكلف ملف الاتصالات مع «حماس»، تحدث الملك عن «سلسلة اللقاءات التي أجراها أخيراً مع أطراف مؤثرة في عملية السلام إقليمياً ودولياً، لحضهم على بذل الجهود لإعادة إطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإخراج العملية السلمية من دائرة الجمود، ووضع إطار زمني واضح لإحراز حل الدولتين الذي يُعَدّ السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط». واللافت أن زيارة مشعل التي تستمر ليومين ويلتقي خلالها رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور ومدير جهاز المخابرات العامة فيصل الشوبكي، تأتي على وقع أزمة سياسية مستحكمة ما بين الدولة الأردنية وجماعة «الإخوان المسلمين»، كبرى الجماعات الداعمة ل «حماس»، والتي كانت قاطعت الانتخابات النيابية الأخيرة. وكانت مصادر في «حماس» أكدت ل «الحياة» في وقت سابق، أن عمان طلبت من مشعل التدخل لدى الجماعة الأردنية التي تمثل المعارضة الأبرز في البلاد، لثنيها عن قرار المقاطعة، لكن هذا التدخل لم يكتب له النجاح. كما تأتي الزيارة التي كشف عنها بشكل مفاجئ مساء الأحد، لتساهم مجدداً في فتح آفاق جديدة لعلاقة الأردن بالحركة الإسلامية الفلسطينية في مرحلة ما بعد الربيع العربي، وذلك بعد قطيعة دامت أكثر من 12 عاماً.