أكد عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» عزت الرشق أن زيارة وفد حركة «حماس» للأردن برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل لم تُحدَّد بعد، نافياً صحة الأنباء التي ترددت عن أن مشعل سيزور العاصمة الأردنية في غضون الساعات المقبلة. في الوقت نفسه، نفت «حماس» بشدة تجميد عضوية عضو المكتب السياسي للحركة محمود الزهار. وقال الرشق ل «الحياة» إن هناك اتفاقاً على إجراء الزيارة، وتم الترتيب لها فعلاً، لكن موعدها لم يحدد لأسباب لوجستية تتعلق بترتيب موعد يوافق الأطراف الثلاثة المعنية باللقاء، مشيراً إلى كل من الأردن و«حماس» وولي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وأوضح الرشق أن مشعل سيتوجه من الدوحة إلى عمان برفقة الشيخ تميم الذي سيحضر اللقاء المزمع عقده والذي سيجمع بين العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وبين وفد «حماس» الذي سيحضر من دمشق خصيصاً لحضور اللقاء، معتبراً أن اللقاء بمثابة استعادة للعلاقات الطبيعية مع الأردن بعد قطيعة نحو 12 عاماً، وذلك منذ إبعاد قادة «حماس» من الأردن. وأضاف أن زيارة وفد «حماس» لعمان واجتماعه مع كل من العاهل الأردني ورئيس الحكومة الأردنية عون الخصاونة ومسؤولين أردنيين هو نتاج وساطة وجهود قطرية بذلت على مدار عام وكللت بالنجاح، لافتاً إلى أن أجندة اللقاء حددت، وهي تتناول أولاً استرداد العلاقة الطبيعية مع الأردن وتطويرها لبناء علاقات إيجابية، وكذلك الشأن السياسي وتطوراته. وأشار إلى وجود مساحات مشتركة بين «حماس» والأردن، وقال: «هذا يتطلب التعاون والتنسيق في ما بيننا والعمل المشترك»، مشيراً إلى رفض الوطن البديل، وقال: «الإخوة في الأردن يعلمون جيداً أننا نرفض فكرة الوطن البديل التي لا تزال تعشش في عقول بعض القيادات الإسرائيلية». وأضاف: «لا نرضى عن فلسطين بديلاً رغم اعتزازنا بالأردن وتقديرنا لمكانته»، متابعاً: «فلسطين هي فلسطين، والأردن هو الأردن». وعما يتردد من أن إعادة فتح مكاتب للحركة في الأردن نقطة مدرجة في أجندة اللقاء، أجاب: «لم نطلب إعادة فتح مكاتب لنا في الأردن، وهذا الأمر مرهون بشكل العلاقة وتطورها في ما بيننا». وعلى صعيد ملف المصالحة واللقاء الأخير الذي جمع مشعل والرئيس محمود عباس وانتقادات الكثيرين له في صفوف «حماس» لأنه لم يحقق اختراقاً حقيقياً على صعيد إنهاء الانقسام، أجاب: «الانقسام في طريقه للزوال، وليس هناك أي توافق في ما بيننا وبين فتح على استمراره»، معتبراً أن اللقاء بحد ذاته إشارة قوية إلى أن المصالحة تسير إلى أمام. وأضاف: «نحن فعلاً لم نحقق كل مظاهر إنهاء الانقسام، وهناك حاجة إلى إنهاء كل المظاهر السلبية»، مشدداً على ضرورة متابعتها ومحاصرتها بل وإنهائها. ورأى أن تحديد موعد 22 الجاري لعقد اجتماع للإطار القيادي الموقت للمنظمة، والذي كان معطلاً منذ اتفاق القاهرة عام 2005، يعد بحد ذاته إنجازاً يعكس وحدة المرجعية الفلسطينية والقرار الفلسطيني. في غضون ذلك، عقد الأمين العام لحركة «الجهاد» الإسلامي رمضان شلح أمس اجتماعاً مع رئيس الاستخبارات المصرية اللواء مراد موافي. وكان شلح وصل إلى القاهرة أول من أمس تلبية لدعوة من القيادة المصرية لإجراء محادثات تتناول ملفات عدة، على رأسها المصالحة. وفي غزة، نفت «حماس» نفياً قاطعاً فصل الزهار، مبدية في بيان أمس «استغرابها من أخبار ذكرت أنه تم تجميد عضويته» من الحركة. وأكد البيان أن «هذه الأنباء عارية عن الصحة تماماً، وأن الزهار كان ولا يزال عضواً في المكتب السياسي للحركة، ويمارس مهماته كاملة كالمعتاد من دون أي تغيير». واعتبرت أن «تصدير مثل هذه الأخبار الكاذبة يصب في إطار التحريض ضد الحركة ومحاولة تشويه رموزها وقياداتها». ودعت وسائل الإعلام إلى «الصدقية قبل نشر مثل هذه الأخبار الكاذبة»، مشددة على أن «أي محاولات من هذا القبيل سيُكتب لها الفشل كسابقاتها». وكان بعض وسائل الإعلام ذكر خلال الأيام الأخيرة أنه تم فصل الزهار من الحركة أو تجميد مهمات عمله في هيئاتها في ضوء الحديث عن خلافات كبيرة بينه وبين مشعل. وأفادت تقارير بأن الزهار يقود حملة ضد إعادة انتخاب مشعل لرئاسة المكتب السياسي للمرة الرابعة.