يستقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ووفداً مرافقا له في العاصمة الأردنية عمّان غدا الاثنين. وقالت مصادر أردنية رفيعة المستوى ل"الحياة" إن "الزيارة تهدف إلى بحث ملف المصالحة الفلسطينية ودعم قضايا الشعب الفلسطيني". وأضافت أن "الزيارة تؤكد حرص الأردن وقيادته على بذل الجهود اللازمة التي تصب في تمكين الوحدة الفلسطينية وتعزيز المصالحة بين حركتي فتح وحماس ودعم قضايا الشعب الفلسطيني على اختلافها". وأوضحت أن "الملك سيبحث مع مشعل المستجدات والتطورات التي تشهدها المنطقة وعددا من القضايا التي تهم الجانبين، وتكريس الأردن لطاقاته من أجل حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني بإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدسالشرقية من خلال المفاوضات المستندة لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية". وعملت "الحياة" أن الوفد المرافق لمشعل يضم عضوي المكتب السياسي للحركة محمد نصر ومحمد نزال. وهذه هي المرة الثالثة التي يزور فيها مشعل عمان خلال أقل من عام، بعد أن التقاه ملك الأردن في آب (أغسطس) الماضي وكانت تلك زيارته الرسمية الثانية منذ إبعاده عن المملكة عام 1999. واللافت أن هذه الزيارة تأتي على وقع أزمة سياسية "عميقة" ما بين الدولة الأردنية وجماعة "الإخوان المسلمين" كبرى الجماعات الداعمة لحماس، والتي أعلنت مقاطعتها الانتخابات النيابية الأخيرة احتجاجا على القانون الذي أجريت على أساسه. وكانت مصادر في حماس أكدت ل"الحياة" في وقت سابق أن عمان طلبت من مشعل التدخل لدى الجماعة الأردنية التي تمثل المعارضة الأبرز في البلاد، لثنيها عن قرار المقاطعة، لكن هذا التدخل لم يكتب له النجاح. كما تأتي الزيارة التي كشف عنها بشكل مفاجئ مساء اليوم، لتساهم مجددا في فتح آفاق جديدة لعلاقة الأردن بالحركة الإسلامية الفلسطينية في مرحلة ما بعد الربيع العربي، وذلك بعد قطيعة دامت أكثر من 12 عاما.