روما، موسكو - ا ف ب، رويترز، ا ب - تقدر الاممالمتحدة عدد الذين فروا من سورية بسبب النزاع ب 650 الف شخص على الاقل، يضاف اليهم عدد القتلى الذي تجاوز 60 الفاً، فضلاً عن الجرحى والذين اصيبوا بعاهات دائمة. وذكرت مسؤولة الشؤون الانسانية والاغاثة في الاممالمتحدة فاليري اموس امام منتدى دافوس الاقتصادي ان 4 ملايين سوري يواجهون اعمال عنف لا تتوقف وخرقاً دائماً لحقوقهم. وتشير هذه الارقام الى ان نسبة الذين تضرروا مباشرة من الحرب الدائرة منذ 22 شهراً تصل الى ما يزيد على ربع السوريين. وقالت اموس ان الوضع الانساني في سورية «كارثي ويتدهور بشكل واضح». واضافت ان «الشتاء القارس يزيد من الاوضاع السيئة. وغادر البلد اكثر من 650 الف شخص»، في ظل الخوف الدائم من القصف ونقص الغذاء والحرمان من المساعدة الطبية ومن مكان آمن يلجأون اليه. وتتوقع الاممالمتحدة ان يتضاعف عدد اللاجئين السوريين في الدول المجاورة ليصل الى مليون ومئة الف شخص بحلول حزيران (يونيو) المقبل اذا لم تتوقف الحرب. من جهة اخرى، قال الرئيس المصري محمد مرسي إن سورية «غير قابلة للتقسيم» وبعد أن يذهب النظام الحالي، فإن كل الطوائف ستشارك في بناء المستقبل بما يحقق تطلعات الشعب السوري. وأوضح مرسي في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس المؤتمر الوطني العام في ليبيا محمد المقريف أنهما أكدا ضرورة العمل على سرعة التسوية السياسية للأزمة بما يضمن عدم التدخل العسكري الخارجي ووحدة الأراضي السورية ووقف نزيف الدم بسرعة. وكان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو قال، امام منتدى دافوس، ان بلاده تؤوي نحو 160 الف لاجئ في 16 مخيما، وتقوم ببناء مخيم جديد للاجئين الذين يتدفقون باستمرار. واشار الى ان «تدفق اللاجئين يثير قلقنا بحق». وسأل «الى متى سيبقى مجلس الامن صامتا حيال هذه الازمة الانسانية». وطالب داود اوغلو بتوجيه رسالة واضحة الى النظام السوري بأن «ما يرتكبه بحق شعبه وقصفه للمدن بالطائرات يعتبر جريمة حرب». ودعا مجلس الامن الى التدخل «لوقف حمام الدم»، مشيراً الى ان «صمت المجتمع الدولي يقتل الشعب السوري». الى ذلك قالت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) امس إن الصراع في سورية ألحق ضررا بالغا بالقطاع الزراعي وتسبب في انخفاض محصول القمح والشعير بمقدار النصف وأصاب البنية التحتية لهذا القطاع بدمار شديد. وقالت المنظمة ان البعثة التي ارسلتها لتقويم الوضع في سورية وجدت أن إنتاج القمح والشعير تراجع إلى مليوني طن في 2012 من مستوى كان يراوح بين أربعة ملايين و4.5 مليون طن سنويا في الأحوال العادية. في موازة ذلك، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، الموجودان في دافوس، «دعمهما الكامل» لجهود الموفد الاخضر الإبراهيمي، خلال محادثة هاتفية مشتركة معه. ويواصل الإبراهيمي مشاوراته في نيويورك تمهيداً لجلسة مجلس الأمن المقررة في 29 الشهر، اذ يسعى الى «اتفاق الأعضاء الخمسة الدائمي العضوية على مشروع قرار يثبت ما تم الاتفاق عليه حتى الآن، ويترك القضايا الخلافية الى مرحلة لاحقة» بحسب ديبلوماسيين. وأعلن بان، في بيان بعد اتصاله والإبراهيمي مع العربي، أن المحادثة «تناولت في العمق تدهور الأزمة في سورية، وأن الأمينين العامين عبرا عن دعمهما الكامل لجهود الإبراهيمي في مهمته الصعبة على نحو استثنائي»، والهادفة الى «المساعدة في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية». وحصل الإبراهيمي على الدعم نفسه من الولاياتالمتحدةوروسيا وباقي أعضاء مجلس الأمن في جلسة علنية عقدت أمس لبحث المستجدات في الشرق الأوسط. وأكدت السفيرة الأميركية سوزان رايس «التزامنا بإعلان جنيف بما فيه تشكيل جسم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة مبني على أسس القبول المشترك» من الأطراف. وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين إن روسيا تسعى الى «مواصلة الجهود الديبلوماسية للتوصل الى تسوية بناء على إعلان جنيف وفي هذا الإطار ندعم جهود الإبراهيمي». الدعم نفسه تلقاه الإبراهيمي من السفير الفرنسي جيرار آرو الذي دعا مجلس الأمن الى «إحالة الجرائم المرتكبة في سورية على المحكمة الجنائية الدولية». وقال الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، إن الوضع في سورية «مخجل لأن العالم يواصل التفرج، وبسبب العجز في الأداء، أولاً في العالم العربي»، مضيفاً أن «العالم العربي لا يملك الوسائل للانخراط في سورية ولوقف القتال فيما السياسات الدولية على وشك عقد الصفقات». من جهة اخرى، قلل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من اهمية اجلاء الرعايا الروس من سورية عبر مطار بيروت. وشدد في مؤتمر صحافي في موسكو على القول «لم نبدأ اجلاء رعايانا»، موضحا ان روسيا قامت فقط بمساعدة رعاياها الراغبين في المغادرة على الحصول على مقاعد على طائرات نقلت مساعدة انسانية. واشار الى ان بعض عائلات الديبلوماسيين رحلوا «منذ فترة طويلة». واوضحت وزارة الخارجية الروسية ان معظم الذين تم اجلاؤهم هم من النساء المتزوجات من سوريين او فلسطينيين مقيمين في سورية واطفالهن. واضافت «انهم اشخاص من مختلف مناطق سورية طلبوا مساعدة السفارة الروسية في دمشق بعدما اصبحوا بلا مأوى وبلا اي وسيلة عيش بسبب النزاع». في هذا الوقت، اعلن الجنرال غاري ديكين المسؤول عن تنسيق عملية نشر صواريخ «باتريوت» على الحدود التركية مع سورية ان اول هذه الصواريخ سيصبح جاهزاً للاستخدام «في نهاية هذا الاسبوع»، على ان تدخل المنظومة بأكملها حيز الخدمة «في نهاية الشهر». وهذه هي الوحدة الاولى من صواريخ ارض - جو التي قدمتها هولندا ووصلت الثلثاء بحرا الى تركيا، وستنصب في اضنة. اما الصواريخ التي وضعتها المانيا في تصرف الحلف فستنصب في الايام المقبلة في ماراس التي تبعد حوالى مئة كلم الى الشمال الشرقي. وستركز الصواريخ التي قدمتها الولاياتالمتحدة في غازي عنتاب، في مكان يبعد قليلا على طول الحدود مع سورية. وبموجب قرار الحلف الاطلسي في كانون الاول (ديسمبر) الماضي، ستعمد المانياوهولنداوالولاياتالمتحدة الى نصب وحدتين من صواريخ «باتريوت» في تركيا وحوالى 350 جندي في كل منهما. ومن المقرر ان تستمر مهمة الحلف الاطلسي سنة.