تستمر أعمال العنف في سورية، حاملة يوما بعد يوم مزيدا من الكوارث الإنسانية التي تندد بها منظمات حقوق الإنسان، في وقت لا يظهر أي أفق لحل سياسي، بينما أعلنت موسكو بوضوح أمس أن هذه الحلول تصطدم بإصرار المعارضة السورية على إزاحة الرئيس بشار الأسد من السلطة. وبينما قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 57 شخصا قتلوا الأربعاء في سورية؛ معظمهم أطفال قضوا في مذبحة بمدينة الباب بحلب، يواصل النظام قصفه لعشرات المدن والقرى، وتستمر المعارك في مخيم اليرموك بدمشق ومناطق أخرى. وذكر مجلس قيادة الثورة في دمشق إن 450 ضابطا وجنديا انشقوا أمس عن القوات النظامية في دمشق وريفها، في حين تتواصل المعارك مع الجيش الحر في مخيم اليرموك. وفي سياق متصل، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس عن «دعمهما التام» للوسيط الدولي في سورية الأخضر الإبراهيمي الذي تعرض لانتقادات السلطات السورية ولم تحرز وساطته حتى الآن أي تقدم. وندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس بإصرار المعارضة السورية على الإطاحة بالرئيس السوري، وقال في مؤتمر صحافي «طالما أن هذا الموقف غير القابل للمساومة سيبقى معتمدا، لا يمكن أن يحصل أي شيء جيد، ستتواصل المعارك وسيموت الناس باستمرار». في هذا الوقت، وصل حوالى 80 روسيا كانوا يقيمون في سورية صباح أمس إلى موسكو قادمين من دمشق عن طريق بيروت، في أول عملية إجلاء قامت بها السلطات الروسية لمساعدة رعاياها الهاربين من العنف.وفي بروكسل، أعلن مسؤول في حلف شمال الأطلسي أن أولى صواريخ باتريوت التي يجرى نصبها في تركيا بإيعاز من حلف شمال الأطلسي، ستصبح جاهزة للاستخدام «في نهاية هذا الأسبوع»، . وفي ظل ازدياد الأوضاع تدهورا على الأرض، شددت بعثة من سبع وكالات إنسانية تابعة للأمم المتحدة زارت سورية خلال الأيام الماضية على عدم وجود «حل إنساني» للمأساة في سورية، مشددة على وجوب التوصل إلى حل سياسي. ميدانيا، قتل 48 شخصا أمس، في أعمال عنف في مناطق متفرقة من سورية، بينهم ستة أشخاص يشكلون عائلة واحدة فجرا في قصف صاروخي على قرية في محافظة حلب بشمالي سورية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتجدد الاربعاء القصف من قوات النظام على بعض أحياء مدينة حمص في وسط البلاد. وجدد الائتلاف الوطني السوري المعارض في بيان أصدره أمس التعبير عن الأسف لهذه الأحداث.