بينما تستمر أعمال العنف في سوريا حاملة يومًا بعد الآخر مزيداً من الكوارث الانسانية التي تندد بها منظمات حقوق الانسان في وقت لا يظهر أي أفق لحل سياسي، أعلنت موسكو بوضوح أمس أن هذه الحلول تصطدم بإصرار المعارضة السورية على إزاحة الرئيس الأسد من السلطة. فيما، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي عن «دعمهما التام» للوسيط الدولي في سوريا الأخضر الإبراهيمي الذي تعرض لانتقادات السلطات السورية ولم تحرز وساطته حتى الآن أي تقدم. وندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بإصرار المعارضة السورية على الإطاحة بالرئيس السوري، وقال في مؤتمر صحافي «كل شيء يصطدم بهوس المعارضين بفكرة الاطاحة بنظام الاسد». وأضاف «طالما أن هذا الموقف غير القابل للمساومة سيبقى معتمدًا، لا يمكن أن يحصل أي شيء جيد، ستتواصل المعارك وسيموت الناس باستمرار». وعبر وزير الخارجية الروسي عن أسفه لعدم قيام الدول الغربية باقناع المعارضين بالتحاور مع السلطة.في هذا الوقت، وصل حوالى 80 روسيا كانوا يقيمون في سوريا صباح أمس إلى موسكو قادمين من دمشق عن طريق بيروت، في أول عملية إجلاء قامت بها السلطات الروسية لمساعدة رعاياها الهاربين من العنف، ولو أنها أوضحت أنها ليست عملية إجلاء منظمة أو خطة إجلاء تقوم بها الحكومة. وقالت إن هؤلاء المواطنين عبروا عن رغبتهم بمغادرة سوريا وتمت مساعدتهم على ذلك.في بروكسل، أعلن مسؤول في حلف شمال الأطلسي أن أولى صواريخ باتريوت التي يجرى نصبها في تركيا بإيعاز من حلف شمال الاطلسي، ستصبح جاهزة للاستخدام «في نهاية الأسبوع»، على أن تدخل المنظومة بأكملها حيز الخدمة «في نهاية الشهر». وفي السياق نفسه، تحدثت مصادر متطابقة عن تعرض جنود ألمان وصلوا أخيراً إلى تركيا لتشغيل بطاريتي صواريخ باتريوت ارض جو لهجوم من قوميين اتراك مساء الثلاثاء في جنوب البلاد. ميدانيا، قتل 48 شخصا أمس في أعمال عنف في مناطق متفرقة من سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وتجدد أمس القصف من القوات النظامية على بعض احياء مدينة حمص في وسط البلاد، وهو اليوم الرابع من الاشتباكات العنيفة في المدينة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، وتتركز خصوصا في حيي جوبر والسلطانية (غرب).