قالت مسؤولة الشؤون الإنسانية والإغاثة في الأممالمتحدة فاليري أموس إن اكثر من 650 ألف شخص فروا من النزاع في سورية، محذرة من أن عدد اللاجئين سيتجاوز المليون خلال نحو أربعة أشهر، فيما تعهد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بمواصلة بلاده استقبال اللاجئين. وقالت أموس في كلمة في منتدى دافوس الاقتصادي إن الوضع الإنساني في سورية «كارثي ويتدهور بشكل واضح». وأضافت أن «الشتاء القارس يزيد من الأوضاع السيئة. اكثر من 650 ألف شخص غادروا البلاد». وتقول الأممالمتحدة إن أكثر من 60 ألف شخص قتلوا في النزاع في سورية. وتوقعت الأممالمتحدة كذلك تضاعف عدد اللاجئين السوريين في الدول المجاورة ليصل إلى 1.1 مليون شخص بحلول حزيران (يونيو) إذا لم تتوقف الحرب الأهلية الدائرة في ذلك البلد. وأضافت أموس «آمل بأن لا يكون قد بقي أي شك عند زعمائنا السياسيين بشأن حجم المأساة الإنسانية التي تتكشف في سورية». وقال داود أوغلو من ناحيته إن بلاده تؤوي نحو 160 ألف لاجئ في 16 مخيماً، معلناً أن حكومته تقوم ببناء مخيم جديد لإيواء اللاجئين الذين يتدفقون باستمرار فراراً من النزاع في سوريا. وأضاف «سنواصل اتباع سياسة الأبواب المفتوحة، ولن نغلق حدودنا أبداً»، إلا أنه أقر بأن «تدفق اللاجئين يثير قلقنا بحق». وتابع «لا نعلم كم عدد الأطفال الذين خسرناهم، وكم عدد الحوامل اللواتي خسرن أطفالهن». وأضاف «كم سننتظر؟ إلى متى سيبقى مجلس الأمن صامتاً حيال هذه الأزمة الإنسانية». ويعاني اللاجئون السوريون سواء في الأردن أو لبنان أو تركيا أو العراق أوضاعاً قاسية. وقال رئيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) إن الفلسطينيين الذين غادروا سورية هرباً من الصراع الدائر هناك ولجأوا إلى لبنان يقيمون في غرف يتكدس في كل منها 20 شخصاً ولا يحصلون على الماء ولا الكهرباء. ولجأ كثير من الفلسطينيين الوافدين من سورية للإقامة بمخيم شاتيلا في بيروت المكتظ بالفعل بسكانه اللاجئين. وقال لاجئء فلسطيني يدعى ناصر قدم إلى لبنان من مخيم جرمانا للاجئين في سورية «أنا هنا منذ شهر تقريباً. ليس هناك عمل. نريد أن نأكل ونشرب». وقالت لاجئة فلسطينية قدمت أيضاً من مخيم جرمانا تدعى عايشة «جئنا ولم يعطونا شيئاً»، موضحة أن اللاجئين لا يحصلون على ما يكفي من المساعدات. وتابعت:»هل نحن شحاذون؟... لا نحن لسنا شحاذين». ويقيم ناصر وعايشة مع أسرتهما الكبيرة في مرآب يتسع لسيارة واحدة ويخلو من النوافذ ويكاد سقفه المتداعي ينهار. وقال فيليبو جراندي مدير أونروا لرويترز إن الحاجة تدعو لمزيد من التبرعات من المانحين لمساعدة زهاء 20 ألف لاجئ فلسطيني فروا من سورية إلى لبنان. وقام جراندي بجولة في مخيم شاتيلا الذي يقيم فيه اللاجئون الفلسطينيون الوافدون من سورية مع أقارب وأصدقاء لهم. وقال مدير أونروا «المشكلة الرئيسية هي السكن. يستأجرون أماكن صغيرة تفتقر إلى كل الشروط الصحية والمياه الجارية والتهوية والكهرباء». وأضاف «أحياناً نجد غرفاً بها 12 و14 و29 شخصاً في ظروف بالغة السوء». والتقى جراندي بعائلة كانت تعيش في غرفة شديدة الإظلام ليس بها سوى شمعة واحدة. وطلبت أونروا من المانحين 13 مليون دولار لتغطية تكاليف اللاجئين الفلسطينيين في سورية حتى حزيران (يونيو) لكن الوكالة لم تحصل حتى الآن إلا على نصف هذا المبلغ. إلى ذلك، وصل أكثر من ستة آلاف لاجئ سوري في الساعات ال 24 الماضية إلى الأردن معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وفق ما أفاد مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أمس.