أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده مستعدة، بناء على اقتراح الرئيس اللبناني ميشال سليمان، لاستضافة مؤتمر دولي يخصص للبحث في مشكلة اللاجئين السوريين في لبنان وتقديم كل أنواع المساعدة للحكومة اللبنانية لتوفير حاجاتهم الإنسانية والصحية. وقال بوتين، خلال استقباله أمس نظيره اللبناني سليمان في ختام زيارته موسكو التي استمرت أربعة أيام، إن بلاده ستعمل ما بوسعها لضمان تحقيق اقتراح الرئيس اللبناني بعقد مؤتمر دولي يرمي الى معالجة مشكلة اللاجئين السوريين، وإنه سيطلب من الخبراء تقدير حجم المساعدة المطلوبة، من مالية وخيم ومواد طبية لمعالجة هذه المشكلة وأن استضافة موسكو هذا المؤتمر قائمة إذا وافقت الدول المعنية. ولفت بوتين الى أن كلاً من روسيا ولبنان مهتمان بتطوير التعاون العسكري والتقني بينهما، معرباً عن سروره لتوفير هذه الإمكانية. وكان بوتين وسليمان عقدا جولة من المحادثات في القصر الرئاسي الروسي قرب موسكو، استهلها الرئيس الروسي بتأكيد العلاقة «المتميزة» التي تربط موسكو وبيروت، مشدداً على أن روسيا تتفهم الظروف التي يمر بها لبنان بسبب انعكاسات الوضع الإقليمي، خصوصاً الحدث السوري عليه. وأشار بوتين الى أن روسيا كانت وما زالت تنظر الى لبنان كدولة صديقة بنت معها علاقات عمل وثيقة وتاريخية. وقال إن الوضع الراهن في لبنان «غير بسيط، لكن ذلك لا يمنع الجانبين من الحفاظ على التواصل عملياً على المستويات كافة». وأضاف: «العلاقات الاقتصادية بين روسيا ولبنان شهدت نمواً العام الماضي لكن ليس بشكل حيوي، إذ شهدت تراجعاً في مكان ما»، مشدداً على أن هذه المسألة تجسد محطة تدعو هي الأخرى الى النقاش. وقال الرئيس اللبناني من جانبه إن روسيا تشغل مكانة خاصة في معالجة المشكلات في منطقة الشرق الأوسط، وإن لدى البلدين اهتمامات مشتركة في المنطقة في ضوء الأحداث التي تعيشها، وفي شكل خاص تلك التي تمر بها سورية. ورأى سليمان أنه انطلاقاً من هذا، فإن روسيا تعتبر قوة عظمى بإمكانها أن تلعب دوراً في البحث عن حلول للأوضاع الراهنة، خصوصاً في ما يتعلق بالعواقب الخطيرة للدول المجاورة وانعكاسها على لبنان. وقالت مصادر في الديوان الرئاسي الروسي ل «الحياة»، إن الطرفين ناقشا آلية تعزيز العلاقات في المجالين التجاري والاقتصادي، ولاحظت أن مواقف البلدين تكاد تكون متطابقة حيال غالبية الملفات الإقليمية والدولية. وكان سليمان التقى رئيس الحكومة الروسية ديمتري ميدفيديف ورئيسة مجلس الشيوخ فالنتينا ماتفيينكو، وأكد خلال محادثاته مع الأول أن لبنان راضٍ عن مستوى التعاون مع روسيا حول عدد من القضايا في الشرق الأوسط. وأعرب سليمان عن سعادته لوجوده في روسيا، مؤكداً عزم بلاده على تعزيز التعاون مع موسكو في كل المجالات. وقال إن زيارته السابقة موسكو، العام 2010، «وضعت الأساس لتطوير العلاقات الثنائية، ومن المؤسف أن الظروف التي تمر بها منطقتنا لا تسمح بتنفيذ اتفاقاتنا على الوجه الأكمل، لكنني أود الإشارة الى أننا نشعر حالياً بأن روسيا الاتحادية هي الأقرب الى منطقتنا. وفي هذا الشأن أود التأكيد أن لدينا إمكانات جيدة لتطوير العلاقات الثنائية». في المقابل، أكد ميدفيديف أن روسيا عازمة على تطوير العلاقات مع لبنان، ومواصلة تقديم «الدعم والمساعدة لتعزيز وضعه اقتصادياً وإنسانياً»، وقال إن روسيا ترى في لبنان «شريكاً مهماً، وتعول على تعميق التعاون معكم ليس فقط في المجال الاقتصادي، ولكن في المجال الإنساني كذلك». وفي لقائه مع ماتفيينكو أشاد سليمان ب «الدعم الروسي القوي لقضايا لبنان، خصوصاً سيادته الوطنية واستقلاله، وكذلك دعم نضال الشعب الفلسطيني». وأكد أن لدى لبنان وروسيا، مواقف مشتركة أو قريبة حول القضايا الدولية والإقليمية. وأشارت ماتفيينكو الى تشابه مسلك البلدين تجاه حل المشاكل الدولية القائمة، وأشادت بمواقف لبنان حيال الأزمة السورية، مشيرة الى أن «الوضع في منطقة الشرق الأوسط صعب للغاية. ونحن نقيّم عالياً موقفكم حول سورية ونُشيد بشجاعتكم وثباتكم».