يجري الرئيس اللبناني ميشال سليمان محادثات في موسكو اليوم، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين تتركز على الوضع في المنطقة وخصوصاً ما يتعلق بالملف السوري، إضافة إلى الوضع اللبناني الداخلي. ومهد الكرملين للمحادثات بالإعلان عن حرص موسكو على تعزيز علاقات التعاون مع لبنان ومساعدته في تجاوز الصعوبات الناجمة عن «انعكاسات التطورات الإقليمية عليه. وكان سليمان الذي يزور روسيا، عقد جولة محادثات أمس مع رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف ورئيسة مجلس الشيوخ الروسي فالنتينا ماتفيينكو. كما التقى بطريرك موسكو وعموم روسيا كيريل الذي سلمه جائزة «وحدة الشعوب الأرثوذكسية» وهي جائزة مرموقة تقدمها الكنسية الروسية سنوياً لشخصيات محلية وعالمية لعبت أدواراً مهمة في تعزيز التقارب بين الشعوب الأرثوذكسية. وجرت مراسم تسليم الجائزة في كنسية المسيح المخلص في موسكو، وحصل عليها هذا العام إضافة إلى الرئيس اللبناني كل من بطريرك جورجيا ايليا الثاني ورئيس مؤسسة سكك الحديد الروسية فلاديمير ياكونين الذي يترأس صندوق «اندريه» ويدير مؤتمراً سنوياً للحوار بين الحضارات. وقرر سليمان وياكونين منح جائزتيهما لمؤسسات ترعى الأطفال المحتاجين. وقال البطريرك كيريل خلال مراسم تسليم الجائزة إن «الكنيسة الروسية الأرثوذوكسية تحافظ على علاقات متميزة مع لبنان على كل الأصعدة الدينية والاجتماعية والحكومية»، معتبراً أن لبنان يعتبر «مثالاً جيداً لتعايش طوائف مختلفة على أرض واحدة». وأنشئت الجائزة التي تحمل اسم البطريرك أليكسي الثاني لتكريم رؤساء الدول والحكومات والبرلمانات والبطريركيات الأرثوذكسية والشخصيات الاجتماعية ومن ينشطون في تدعيم وحدة الشعوب الأرثوذكسية، وترسيخ القيم المسيحية في الحياة العامة. وقال القس نيكولاي بالاشوف، نائب رئيس قسم الاتصالات الخارجية ببطريركية موسكو، إن الرئيس سليمان «يبذل ما بوسعه للحفاظ على السلام والتفاهم بين طوائف بلاده والإرث المسيحي في منطقة الشرق الأوسط». ووصف سليمان ب «جنرال مقاتل مؤمن بالسلام». وبين حائزي الجائزة التي أنشأها الصندوق الدولي لوحدة الشعوب الأرثوذكسية، رؤساء روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا واليونان وبلغاريا وأرمينيا وقبرص وفلسطين. وعقد الرئيس اللبناني جلسة محادثات مع كيريل تناول خلالها الطرفان وضع المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط. وأشاد سليمان بالدور الذي لعبته الطائفة الأرثوذوكسية في تاريخ البلاد، مشدداً على أن «لبنان يفخر بدورها في تحويل لبنان إلى دولة منفتحة ومساهمتها في تنميته». وأعرب سليمان عن قناعته بأن «الديموقراطية صعبة التحقيق في المنطقة العربية ما لم تنعكس على كل مكوناتها الثقافية على اختلاف الأديان والمذاهب». ورأى أن «إقامة الدولة الفلسطينية يعتبر من مستلزمات تحقيق الديموقراطية في المنطقة»، مشدداً على أن «لا استقرار ولا سلام فعليّاً في الشرق الأوسط من دون حلّ عادل وشامل لقضيّة فلسطين ولكل أوجه الصراع العربي - الإسرائيلي». ودعا إلى النظر إلى ما يجري في سورية «بعين المنطق والتروي والعدالة الدولية والعمل على إطلاق حوار سياسي فيها يمكن مواطنيها من إيجاد نظام يتوافقون عليه». وشدد سليمان على أن «الضغط على إسرائيل للسماح للفلسطينيين بإقامة دولتهم يعتبر من مستلزمات تحقيق الديموقراطية في المنطقة».