احتضنت قاعة وزارة الثقافة العراقية الاثنين معرضا تشكيليا بمشاركة فنانين عرب لاول مرة بعد غياب دام اكثر من ربع قرن عن صالات العرض في بغداد، وذلك ضمن برنامج بغداد عاصمة للثقافة العربية لعام 2013. وضم المعرض الذي يستمر لاربعة ايام واطلق عليه اسم "باسوورد"، مئتي عمل لفنانين عرب وعراقيين مقيمين في اوروبا واخرين داخل البلاد. واوضح الناقد صلاح عباس لوكالة فرانس برس ان "المعرض يشمل محتويات فنية متباينة الاساليب والمدارس، لكن المهم انه يسهم فيه فنانون متميزون الى درجة عالية من الكفاءة الفنية والخبرة ويسهم ايضا في تحريك السواكن الفنية في الحياة اليومية في العراق وتنوع وثراء المعاني الجمالية المنعكسة على تلك الاعمال". واضاف ان "جميع مضامين الاعمال المشاركة التي تعود لفنانين ينتمون لاجيال مختلفة وانتماءات متباينة، تشترك في طابعها الانساني فضلا عن زهو الالوان المنتشر في اللوحات". واكد عباس ان "قيمة هذا المعرض تكمن في الاضافة التي تمثلت بمشاركة فنانين عرب". يشار الى ان صالات العرض في العاصمة بغداد كانت قبلة للفنانين العرب قبل ان تتوقف تلك المشاركات منذ تسعينيات القرن الماضي نتيجة الاهتزاز السياسي والظروف التي واجهتها البلاد في فترة الحصار الذي فرض على العراق انذاك. ومن بين الفنانين العرب المشاركين في هذا المعرض احمد كليج وهبة صالح من سوريا، وحكيمة قصيد ونور الدين التباعي وعبد الحميد الهردوزي وصالح لطيبي من المغرب، ومن لبنان جنان موسى ورانية عمرو وفادية الخطيب، وهاني حسن من مصر. واللافت في هذا المعرض انه قدم اسماء فنية عراقية متمكنة وتتمتع بقدرات هائلة لكنها عاشت فترة طويلة بعيدة عن الاضواء بعد ان بقيت في ظل الامكنة لسنوات، امثال الفنانين تحرير علي وحيدر خالد ومحمود شبر وعبد الملك عاشور ومحمد حاتم و سعدي الرحال وعايد ميران واخرين. واوضح الفنان التشكيلي محمد ناجي ان "المعرض يهدف لتقديم نتاجات الفنانين الشباب واعمال الفنانين الرواد من العراق الى جانب اعمال الفنانين العرب التي جلبتها شخصيا للمشاركة في المعرض". واضاف "اطلق على المعرض "باسورد" وهو عنوان لافت وغريب يعني ان للفن التشكيلي العراقي رموزا سرية تجعله دائما محط الاعجاب والاهتمام". وتواصل دائرة الفنون التشكيلية التابعة لوزارة الثقافة انشطتها المرتبطة ببرنامج مشروع تتويج بغداد عاصمة للثقافة العربية 2013، وقدمت الاسبوع الماضي معرضا فنيا شخصيا للفنانة العراقية ندى الحسناوي عرضت فيه اكثر من خمسين لوحة تناولت مشاهد عراقية كالنخيل وبيوت الطين والازاهير، وعكست تجربتها الممتدة على نحو عشرين عاما.