أعلن الناطق باسم الحلف الأطلسي (ناتو) الكولونيل جاي جانسن أمس، رصد انسحاب «ملموس» للقوات الروسية من شرق اوكرانيا، لكنه استدرك ان عدداً كبيراً من القوات الروسية لا يزال يتمركز قرب الحدود. وقال: «يصعب تحديد عدد القوات الروسية داخل اوكرانيا لأن الانفصاليين الموالين لموسكو يسيطرون على عدد من المعابر الحدودية، والقوات تتقدم وتتقهر في شكل متكرر عبر الحدود. كما تعمل قوات روسية خاصة في اوكرانيا يصعب رصدها». في غضون ذلك، أفادت وسائل اعلام روسية بأنه عثر على اربع جثث في ارض خالية بقرية كومونار شرق مدينة دونيتسك، واتهمت الجيش الأوكراني بتعذيب مدنيين وقتلهم لأن الموقع خضع قبل فترة قصيرة لسيطرته، وهو ما نفته القيادة العسكرية الأوكرانية، منددة ب «استفزاز خطِط له جيداً عبر حملة تشويه لوسائل اعلام روسية». وتبنى حزب «روسيا الموحد»، حليف الرئيس فلاديمير بوتين، القضية وطالب ب «تشكيل لجنة دولية لمعاقبة مرتكبي جرائم الحرب باسم الموتى والأحياء والذين لم يولدوا». في نيويورك، أبدى رئيس الوزراء الأوكراني آرسيني ياتسينيوك، في خطاب امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قلقه من وصول مفاوضات السلام حول مستقبل شرق اوكرانيا الى طريق مسدود بعد اعلان الانفصاليين اجراء انتخابات خاصة بهم في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وتخشى كييف ان ابقاء موسكو والانفصاليين الوضع على حاله في شرق اوكرانيا، او ان تصبح منطقة دونباس الصناعية مثل ترانسدنيستريا، الاقليم الصغير الانفصالي في مولدوفا غير المعترف به دولياً. الى ذلك، يخشى الأوروبيون اقتراب فصل الشتاء بسبب احتمال ان تترك حرب الغاز بين موسكو وكييف تداعيات عليهم. وسيعقد الأوكرانيون والروس والأوروبيون محادثات جديدة الجمعة في برلين حول الغاز. وعلقت موسكو في حزيران (يونيو) امدادات الغاز الى اوكرانيا، بعدما رفضت كييف رفع موسكو الاسعار الى 485.5 دولار لكل ألف متر مكعب، اثر اقالة الرئيس الاوكراني الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش. وتحاول بروكسيل التوصل الى سعر وسطي يلحظ دفع اوكرانيا 385 دولاراً في الشتاء و325 في الصيف، علماً ان روسيا تزود دول الاتحاد الأوروبي حوالى ثلث احتياجاتها من الغاز يمر نصفه عبر اوكرانيا.