في ما بدا محاولة لتجاوز احتجاجات يُتوقع أن تكون عارمة في الذكرى الثانية ل «ثورة 25 يناير» ضد سياسات جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر، أطلقت الجماعة أمس حملة «معاً نبني مصر» التي تستمر على مدار شهر كامل لتقديم خدمات صحية ومعيشية للفقراء والمعوزين، لكنها في الوقت ذاته لم تستبعد التظاهر في ذكرى الثورة كي لا تترك مشهد الجموع المحتشدة في الميادين للمعارضة. وستحسم الجماعة أمرها في هذا الصدد خلال اجتماع لمكتب الإرشاد اليوم. وتنظم قوى المعارضة الرئيسة المنضوية في «جبهة الإنقاذ الوطني» والحركات الشبابية والثورية تظاهرات يوم الجمعة المقبل تحت شعار «لا لأخونة الدولة... الثورة مستمرة»، ترفع فيها مطالب إسقاط الدستور الجديد، وستنظم مسيرات عدة في القاهرة تتجه كلها صوب ميدان التحرير، فيما تتجه مسيرات أخرى إلى قصر الاتحادية الرئاسي الذي يشهد محيطه اعتصاماً مستمراً منذ أسابيع للمعارضة. وستتظاهر المعارضة في ميادين المحافظات المختلفة ضد سياسات «الإخوان»، رافضة شعارات «الاحتفال» بالثورة التي ترفعها الجماعة وحلفاؤها. وعقدت «الإخوان» مؤتمراً صحافياً أمس حضره عدد من قادتها وشهد عرضاً لفرقة «الكشافة» التابعة للجماعة رددت فيه شعار: «قوة عزيمة إيمان الكشافة في كل مكان». وقال عضو مكتب إرشاد الجماعة مصطفى الغنيمي الذي يتولى مسؤولية الإشراف على حملة «معاً نبني مصر»، إنها «تستهدف تقديم خدمات في مجالات الصحة والتعليم ومعونات للفقراء». وأوضح أن «الجماعة تسعى إلى تقديم خدمات طبية مجانية أو بأسعار مخفضة لنحو مليون مريض خلال شهر واحد»، لافتاً إلى أنه «سيتم ترميم عدد من المدارس التابعة للدولة بتمويل من المتبرعين من رجال الأعمال ومؤسسات المجتمع المدني، إضافة إلى إنشاء أسواق خيرية لبيع السلع الغذائية بأسعار مخفضة للتخفيف عن كاهل الأسر». وفي حين نفى القيادي في الجماعة الناطق باسمها محمود غزلان في بيان ما تردد عن تنظيم «الإخوان» تظاهرات اليوم في عدد من المحافظات، أوضح ل «الحياة» أن مكتب الإرشاد سيحدد اليوم ما إذا كان الإخوان سيحشدون أنصارهم في تظاهرات في ذكرى الثورة أم لا. وقال الأمين العام لحزب «البناء والتنمية»، الذراع السياسية ل «الجماعة الإسلامية»، صفوت عبدالغني في مؤتمر صحافي أمس إن «الجماعة ستحتفل في 25 يناير بما تم انجازه خلال الفترة الماضية، وسنطالب بتحقيق بقية أهداف الثورة التى لم تتحقق حتى الآن، وعلى رأسها العدالة الاجتماعية والأمن والمصالحة الوطنية». وأكد أن «هناك مشاورات بين جميع القوى الإسلامية لتحديد أماكن التظاهر الجمعة»، موضحاً أن «الجماعة الإسلامية تعارض تماماً تواجد القوى الاسلامية فى ميدان التحرير، ونحن ضد دعوات العنف وإعطاء أي ذريعة تؤدي إلى صدام». وأضاف أن «ميادين مصر واسعة، وسنحتفل بذكرى الثورة عن طريق المؤتمرات والندوات والنزول إلى الشارع ونتحاشى تماماً الذهاب إلى أي مكان يمكن أن يقع فيه صدام». وعن الانتخابات البرلمانية المرتقبة، كشف عبدالغني أن حزبه يجري مشاورات ووساطة بين حزب «النور» السلفي وتحالف «الوطن الحر» الذي يضم إلى جانب «البناء والتنمية» أحزاباً سلفية هى «الوطن» و «الأصالة» و «الشعب»، لإقناعه بخوض انتخابات مجلس النواب بقائمة واحدة. وعن عدم التحالف مع حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية ل «الإخوان»، قال عبدالغني إن «إخواننا في حزب الحرية والعدالة قالوا لن نتحالف مع أحد ولن ننسق إلا في دوائر جزئية، وقلنا إن الحزب رأى مصلحته في ألا يتحالف وأن ينسق فقط في دوائر جزئية، ولكن كنا نتمنى أن تنزل القوى الإسلامية في قائمة واحدة». في غضون ذلك، قطع معتصمو قصر الاتحادية الرئاسي شارعاً رئيساً في مواجهة القصر تنفيذاً لدعوة «ساعة توقف» تعبيراً عن الاحتجاج على سياسات جماعة «الإخون». كما قطع أهالي قرية في محافظة كفر الشيخ في دلتا النيل طريقاً رئيساً اعتراضاً على قرارات إدارية بإزالة تعديات على أراض قالت المحافظة إنها من أملاك الدولة. وهاجم مسلحون قسم شرطة في محافظة مرسى مطروح (غرب مصر)، لتهريب مسجونين بينهم 9 محكومين بالإعدام، لكن الشرطة تصدت لهم وأطلقت الأعيرة النارية في الهواء وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.