عقد وفد بارز من الوكالة الدولية للطاقة الذرية محادثات في طهران أمس، هدفها إقرار «نهج منظم» يتيح تبديد مخاوف من أبعاد عسكرية محتملة للبرنامج النووي الإيراني. وأفادت وكالة الأنباء الطالبية (إيسنا) بأن محادثات الوفد عُقدت في مقر المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في طهران. ويضمّ الوفد ثمانية خبراء، برئاسة هرمان ناكيرتس نائب المدير العام للوكالة أبرز مفتشيها. وتسعى الوكالة، من خلال إبرام اتفاق حول «النهج المنظم»، إلى الوصول إلى مواقع ووثائق وأفراد، خصوصاً في مجمّع بارشين العسكري قرب طهران، والذي تشتبه الوكالة في أن إيران نفذت فيه اختبارات سرية لصنع سلاح نووي. وبعد جلسة محادثات في طهران في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، رجّح ناكيرتس توقيع هذا الاتفاق خلال الزيارة الحالية للوفد إلى العاصمة الإيرانية. لكنه لم يعلن ذلك، خلال توجهه من فيينا إلى طهران. في غضون ذلك، أفادت «إيسنا» بأن إيران والدول الست المعنية بملفها النووي ستعاود محادثاتها، في 28 و29 من الشهر الجاري، في مكان لم تحدده. لكنها أشارت إلى أن الموعد قد يتغيّر، استناداً إلى المكان الذي سيُعقد فيه الاجتماع. وتحدثت عن اسطنبول وجنيف «ومدن أخرى»، لعقد المحادثات. لكن ناطقاً باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون التي تقود المحادثات مع طهران، نفى تحديد الجانبين موعداً لجولة محادثات جديدة، مضيفاً: «الاتصالات جارية، وننتظر أن يرد الإيرانيون». وبعد تصريح الناطق باسم آشتون، بدا أن «إيسنا» ألغت الخبر على موقعها الإلكتروني. قائد «الحرس» إلى ذلك، اعتبر قائد «الحرس الثوري» الجنرال محمد علي جعفري أن «أعداء» بلاده «يعيشون أزمة، ويعتقدون بأن في إمكانهم السيطرة على شعوبهم، عبر نقل الأزمة إلى مناطق أخرى في العالم». وأشار إلى «مؤامرات الأنظمة السلطوية ضد الشعب الإيراني»، معتبراً أن «السيناريوات البالية التي اختبرها الأعداء سابقاً، لا تؤدي سوى إلى تقوية مبادئ الثورة». وأردف: «نحن عازمون على الذود عن النظام والثورة، بكل ما نملك من قوة». وشدد على «جاهزية القوات المسلحة الإيرانية، لمواجهة تهديدات الأعداء»، وزاد أن بلاده «أعدّت خططاً جبارة للردّ على أي تهديد يريد النيل منها». إلى ذلك، أفاد موقع «كلمة» التابع لزعيم المعارضة في إيران مير حسين موسوي، بأن 7 نواب إيرانيين سابقين، مقيمين خارج البلاد، أصدروا رسالة موجهة إلى مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي وآشتون والرئيس الأميركي باراك أوباما، تدعو إلى محادثات مباشرة بين طهران وواشنطن لتسوية الملف النووي. وورد في الرسالة المفتوحة أن «مفاوضات ثنائية وشفافة» بين إيران والولايات المتحدة، قد تكون «مفيدة وفاعلة» لتسوية الملف النووي الإيراني. وأضافت: «إذا وُجدت إرادة سياسية لقادة البلدين، لتسوية الملف، ثمة حلول سلمية عدة يمكنها إنجاح المفاوضات النووية». وبين الموقعين على الرسالة، أحمد سلاماتيان وحسن يوسفي إشكواري وعلي مزروعي وإسماعيل جيرامي مقدم.