انتقد رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني أسلوب الحكم في إيران، داعياً إلى التعاطي بمرونة مع كل القوميات والاتجاهات الفكرية والسياسية والاجتماعية في البلاد، وتجنب الأحادية. رفسنجاني الذي كان يتحدث إلى أعضاء اللجنة المركزية لجبهة «اعتداليون»، رأى أن «الظروف والتحديات الخارجية والمشاكل الداخلية في البلاد، تحض على الوحدة وتجنب أي خطوات من شأنها تأزيم الأوضاع، من أجل تخطي الوضع الذي تمرّ به إيران». وزاد أن ذلك يستدعي «تشكيل حكومة من كل الأطياف، في إطار الدستور، لكبح أعداء البلاد من مواصلة خططهم». واعتبر أن «الإدارة السياسية للبلاد لا يمكن أن تكون في إطار رؤية المسائل بالأبيض والأسود، أو الحق والباطل»، داعياً إلى «مشاركة الجميع في إدارة إيرانالجديدة وبنائها». ويأتي موقف رفسنجاني في وقت يصعّد المحافظون حملتهم عليه، وخصوصاً دعوته إلى تنظيم انتخابات رئاسية «حرة» الصيف المقبل. ويشعر متشددون بخطورة عودته إلى الساحة السياسية في هذه الظروف، بسبب آرائه المعتدلة، خصوصاً مع الخصوم في الداخل و»الأعداء» في الخارج. ويقود السياسي المخضرم حبيب الله عسكر أولادي تحركاً لترطيب المناخ مع رفسنجاني، ومع زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي الموضوعين قيد إقامة جبرية منذ شباط (فبراير) 2011. عسكر أولادي الذي يتزعّم حزب «مؤتلفة» الإسلامي ويُعتبر مقرباً من مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، رأى أن رفسنجاني «لا يمكن إلغاؤه من الساحة السياسية»، معتبراً أن موسوي وكروبي «ليسا من الشخصيات التي قادت الفتنة عام 2009، بل من نتاجها»، في إشارة إلى الاضطرابات التي أعقبت انتخابات الرئاسة تلك السنة. وأضاف: «عملت سنوات مع شقيقيّ موسوي وكروبي، ولا اعتبرهما مجرمَين». وأشار إلى أنه على «تواصل دائم معهما»، لكنه رفض التدخل في مسألة وضعهما قيد إقامة جبرية، معتبراً أن ذلك من صلاحيات القضاء. وثمة معلومات متضاربة حول نية رفسنجاني خوض انتخابات الرئاسة، لكن هناك إجماعاً على أن الأخير لن يُقدم على أي خطوة مشابهة، إلا بدعوة من خامنئي ومباركته. الملف النووي توجه هرمان ناكيرتس نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران امس، على رأس وفد يسعى إلى إعادة إطلاق محادثات مع إيران، لتبديد مخاوف من عسكرة برنامجها النووي. وقال قبل سفره إلى طهران: «نقارب المحادثات بروح بناءة، ونثق بأن إيران ستعمل معنا بروحية مشابهة». وتسعى الوكالة منذ سنة إلى إبرام اتفاق حول «نهج منظم» يتيح لمفتشيها الوصول إلى مواقع وأفراد ووثائق في إيران. وقال ناكيرتس: «هدفنا استكمال النهج المنظم لتسوية المسائل العالقة في شأن أبعاد عسكرية محتملة للبرنامج النووي الإيراني». وأعرب عن أمله بأن تتيح إيران للوفد دخول مجمع بارشين العسكري، والذي تشتبه الوكالة في أن طهران نفذت فيه اختبارات سرية لصنع سلاح ذري. لكن الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست شدد على أن بارشين «موقع عسكري، لا علاقة له بالنشاطات النووية السلمية»، مذكراً بأن مفتشي الوكالة دخلوه مرتين سابقاً. وأضاف: «إذا وُجدت شكوك حول بارشين، يمكن مناقشتها خلال المحادثات مع الوكالة، في إطار حق إيران في امتلاك الطاقة النووية السلمية، ونحن مستعدون لتبديد غموض محتمل لدى الوكالة، في إطار نهج منظم». وذكّر بفتوى أصدرها خامنئي، تحرّم السلاح النووي، بوصفها «وثيقة دولية». وأضاف: «لهذه الفتوى أهمية كبرى، تظهر التزام المؤمنين والمسلمين بمنع استخدام أسلحة الدمار الشامل. وحين يصدر الولي الفقيه فتوى، تكون ملزمة لنا جميعاً». وأعلن مهمان برست أن إيران والدول الست المعنية بملفها النووي حددت موعداً لمعاودة محادثاتهما، لكنها لم تتفق على مكانها.