تكتّمت طهران أمس، على محادثاتها مع وفد بارز من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يسعى خصوصاً إلى التحقّق من «أبعاد عسكرية محتملة» للبرنامج النووي الإيراني. ولم تُسرِّب وسائل الإعلام الإيرانية معلومات عن المحادثات بين الوفد الذي ضم سبعة أشخاص برئاسة البلجيكي هيرمان ناكيرتس، نائب المدير العام للوكالة وأبرز مفتشيها، والمندوب الإيراني لديها علي أصغر سلطانية. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) بأن المحادثات تستمر يومين، يأمل خلالهما الوفد بزيارة مجمّع بارشين العسكري قرب طهران، والذي تشتبه الوكالة الذرية في أن إيران نفذت فيه اختبارات سرية لصنع سلاح نووي. وقال ديبلوماسي إن بين أعضاء الوفد «خبيرين فنيين»، يمكنهما تفتيش «بارشين»، إذا سُمح للوفد بدخول المجمع. لكن وسائل إعلام إيرانية أوردت أن «لا خطط لأي زيارة أو تفتيش لمنشآت نووية أو مواقع أخرى». وكانت إيران نفت مزاعم عن «تطهير» للمجمع، شمل هدم مبانٍ وإزالة تربة، لإخفاء آثار نشاطات «محظورة»، تحسباً لزيارة محتملة لمفتشي الوكالة الذرية. وأشار «معهد العلوم والأمن الدولي» (مقره واشنطن) إلى أن صوراً جديدة التقطتها أقمار اصطناعية، تُظهر «ما يبدو أنها مرحلة إعادة بناء» لمجمع بارشين، بعد «تغييرات ضخمة» فيه هذا العام. وأضاف المعهد: «ثمة تخطيط جديد للمجمع، ويوحي وجود أكوام من التراب وعدد مهم من مركبات إزالة التربة وسيارات، بأن البناء مستمر بخطى ثابتة». وزاد أن الصور تفيد بمحيطٍ أمني جديد أُنجز بناؤه تقريباً، حول المجمع، لافتاً إلى «تغييرات إضافية على المبنيَين الأساسيين». وتزامن وصول وفد الوكالة الذرية إلى طهران، مع إعلان ناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، أن مساعدتها هيلغا شميد ناقشت هاتفياً مع علي باقري، نائب سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني «المواعيد والأماكن الممكنة للقاء مع إيران». وقال: «نأمل بالتوصل إلى اتفاق مع إيران سريعاً، لاستئناف المفاوضات وتحقيق تقدم ملموس للرد على المخاوف الدولية ولإيجاد تسوية عبر سبل ديبلوماسية». واستبق الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وصول وفد الوكالة، ومعاودة المحادثات مع الدول الست المعنية بالملف النووي لبلاده، مذكّراً بإعلانه العام 2007 أن إيران أصبحت دولة «نووية». واعتبر أن «من الأفضل التعاون والعمل معاً». ووصف نجاد اقتصاد بلاده بأنه «عملاق»، مرجحاً أن تصبح إيران «سريعاً» الاقتصاد الخامس عشر في العالم. وحضّ الإيرانيين على «تحويل الضغوط عنصراً إيجابياً في بناء البلاد. تصوَّرَ الأعداء أن أمر إيران سينتهي، لو فرضوا قيوداً، لكن إيران تزخر بمصادر هائلة».