أكدت مصادر سياسية ودينية عراقية ل «الحياة» امس، أن المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني، أبلغ الاطراف السياسية والحكومية الشيعية رسالة هي بمثابة خريطة طريق للخروج من الأزمة»، مشدداً على ضرورة تلبية مطالب المتظاهرين «المشروعة». من جهة أخرى، اغتيل امس النائب في القائمة «العراقية» أحد مؤسسي مجموعات «الصحوة» العشائرية في الأنبار، عيفان العيساوي بتفجير انتحاري خلف نحو 11 قتيلاً وجريحاً. وقالت مصادر سياسية ودينية عراقية ل «الحياة» امس، إن السيستاني حدد للحكومة أياماً للبدء بتنفيذ مطالب المتظاهرين. وأشارت إلى أنه طلب إجراء مسح للسجون وإطلاق المعتقلين غير المحكومين، تمهيداً لعفو عام جديد يستثني المتورطين فعلاً بدماء العراقيين. وأضافت المصادر أن المرجع دعا إلى إجراء إصلاح شامل للمؤسسات السياسية والأمنية يضمن عدم تفرد أي طرف بالسلطة ويحقق الشراكة في اتخاذ القرار إلى حين إجراء الانتخابات في موعدها أوائل عام 2014. ولفتت إلى أن الخطة تتضمن انتقاداً شديداً لمعايير «اجتثاث البعث»، وتسييس الإجراءات وفق الأهواء، واقترح تشكيل لجنة محايدة لتنفيذ «الاجتثاث» وتعديل القانون بما يضمن العدالة في تطبيقه، وشملت أيضاً المطالبة بتعديل قانون الإرهاب بما يضمن تطبيقاً عادلاً ومتوازناً وقانونياً له. ولفتت إلى أن السيستاني حمل الوسط السياسي والحكومي مسؤولية تدهور الأوضاع ووصولها إلى مرحلة خطيرة، وأنه حذر من عدم معالجة المظالم التي قادت إلى هذا الواقع، ومنها تسييس القضاء. وتابعت أنه ارسل إلى قادة سياسيين وعشائريين ورجال دين سنة يذكرهم بفتوى له قبل سنوات قال فيها: «السنة مني»، وأنه أكد وقوفه إلى جانبهم لحين تحقيق كل مطالبهم المشروعة. وقال القيادي في «المجلس الإسلامي الأعلى» حميد المعلة ل «الحياة» امس، إن السيستاني «وضع أمام الأحزاب الشيعية الرئيسية خريطة طريق لحل الأزمة». وكان نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني، المكلف رئاسة متابعة مطالب المتظاهرين، أرسل أمس قراراً إلى السجون ومراكز الاحتجاز يطلب تحديد الوضع القانوني لكل المعتقلين، تمهيداً لإطلاق المحتجزين من دون محاكمة على دفعات. ويتظاهر الآلاف في الأنبار والموصل وسامراء منذ 25 يوماً للتنديد بسياسات الحكومة، والمطالبة بإلغاء قانوني المساءلة والعدالة والإرهاب. في هذا الوقت، أقدم انتحاري يرجَّح أنه ينتمي إلى تنظيم «القاعدة»، على تفجير نفسه وسط مدينة الفلوجة، مستهدفاً النائب العيساوي، الذي يعد من الشخصيات القبلية المعروفة في الأنبار وقد ساهم في تأسيس «مجالس الصحوة». وأدت العملية إلى مقتل 5 أشخاص معظمهم من مرافقيه وجرح 6 آخرين. واتهمت الحكومة المحلية «القاعدة» بالتورط في الهجوم. وقاتلت تنظيمات «الصحوة»، ومعظمها متحدر من مجموعات مسلحة سنية أو تجمعات عشائرية، التنظيم عام 2006 ونجحت في طرده وقتل واعتقال العشرات من عناصره الذين سيطروا لنحو عامين على المنطقة. وكان القيادي البارز في «العراقية» وأحد مؤسسي «الصحوة» أيضاً رافع العيساوي، نجا أول من امس من محاولة اغتيال في المكان ذاته.