تظاهر عشرات الآلاف من العراقيين في مدينتي الرمادي وسامراء، أمس، مطالبين الحكومة المركزية بوقف ما اعتبروه "استهدافاً للسنة" في البلاد. وحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تجمع آلاف المتظاهرين وبينهم شيوخ عشائر وأعضاء في مجلس محافظة الأنبار ومواطنون، على الطريق الرئيسي في الرمادي، التي تبعد 100 كيلومتر غرب بغداد، الذي يربط العراق بسوريا والأردن حيث يواصلون قطعه منذ أيام من الاتجاهين. وشارك في المظاهرة وزير المالية رافع العيساوي الذي كانت قضية اعتقال بعض أفراد حمايته الأسبوع الماضي هي شرارة انطلاق الاحتجاجات التي بدأت مطالبة بإطلاق سراحهم، واتسعت إلى المطالبة بوقف "استهداف السنة"، والإفراج عن المعتقلات. ورفع المتظاهرون لافتات كتب على إحداها "ثورة ضد الظلم والاستبداد"، وعلى أخرى "جماهير الأنبار تستنكر استهداف الرموز السياسية والدينية السنية". وشاركت وفود من إقليم كردستان، ورفعت لافتات مناهضة للحكومة كتب على إحداها "أهالي كردستان يتضامنون مع أهالي الأنبار". وطالبت النائبة ناهدة الدايني في كلمة أمام المتظاهرين السكان السنة الذين يقطنون في بغداد بالانضمام إلى "ثورة الأنبار". وفي سامراء التي تبعد نحو 110 كيلومترات شمال بغداد، تجمع المئات وبينهم أعضاء برلمان ومسؤولون محليون أمام مسجد الرزاق في وسط المدينة، ورفع بعضهم أعلام النظام السابق التي تحتوي على ثلاث نجمات. وردد المتظاهرون هتافات مناهضة لرئيس الحكومة الشيعي نوري المالكي، تتهمه بالعمالة لإيران قبل أن يتلو النائب شعلان الكريم بياناً طالب فيه بإطلاق "سراح المعتقلين والمعتقلات، وتعديل قانون المساءلة والعدالة". كما دعا إلى "إيقاف التملك حول ضريح الإمامين" العسكريين في سامراء التي تسكنها غالبية سنية، والعودة إلى طاولة الحوار "من أجل الوصول إلى أسرع الحلول للقضاء على الفتنة". وقال إمام وخطيب جامع سامراء محمد السامرائي: "هذا استهداف سني صرف، الحكومة المركزية تستهدف السنة فقط". وكان المالكي الذي يحكم البلاد منذ 2006 قد دعا السبت إلى مواجهة فتنة طائفية جديدة "يراد للعراق أن يعود إليها". ويشهد العراق منذ الانسحاب الأمريكي قبل عام أزمة سياسية متواصلة حيث يواجه المالكي اتهامات من قبل خصومه السياسيين بالتفرد والتسلط. وعاش العراق بين عامي 2006 و2008 نزاعاً طائفياً دامياً بين السنة والشيعة قتل فيه عشرات الآلاف.