قال زعيم عشائر الدليم في محافظة الأنبار الشيخ علي الحاتم، إن رئيس الوزراء نوري المالكي قام بمفاتحة عدد من شيوخ المحافظة الموجودين في الأردن منذ سنوات ليضغطوا على المتظاهرين لوقف احتجاجاتهم. من جهة أخرى، قُتل نائب من القائمة «العراقية» وعدد من مرافقيه في الفلوجة وجُرح العشرات بتفجير انتحاري نفسه بحزام ناسف في موقع قريب من مكان التظاهرات. وتتواصل منذ ثلاثة أسابيع تظاهرات شعبية واسعة في الأنبار بدعم من شيوخ العشائر في المحافظة ورجال دين، مطالبين بإطلاق معتقلين ومعتقلات وإلغاء المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب وتحقيق التوازن الوطني. وقال الشيخ علي الحاتم في تصريحات إلى «الحياة» أمس، إن «المالكي أقنع عدداً من شيوخ الأنبار القاطنين في الأردن منذ سنوات ليعودوا إلى المحافظة للضغط على الرأي العام مقابل منحهم امتيازات خاصة، وقد عاد بعض هؤلاء». وحذر الحاتم المالكي من الاستمرار في تجاهل مطالب المتظاهرين والمراهنة على لجان شكلية من أعضاء حزب الدعوة لتلبية مطالبهم، وأوضح أن «اللجنة التي يرأسها القيادي في دولة القانون حسين الشهرستاني القريب من المالكي، أعلنت إطلاق معتقلين، ولكن تبيَّن لنا أن هؤلاء أبرياء أو أتموا فترات محكوميتهم منذ شهور». وكان الشهرستاني الذي يرأس لجنة وزارية للبحث في مطالب المتظاهرين، أعلن أول من أمس إطلاق 335 معتقلاً، وقال خلال احتفال في بغداد: «أعتذر باسم الدولة العراقية إلى أي واحد منكم تم اعتقاله والاحتفاظ به هذه الفترة وثبتت بعد ذلك براءته». إلى ذلك، أكد الحاتم أن «التظاهرات في الأنبار مستمرة حتى تحقيق المطالب»، وحذّر من أن سقف المطالب «سيرتفع يوماً بعد يوم»، مشيراً إلى أن «تظاهرة الجمعة المقبلة ستكون استثنائية في العدد والشعارات وستركز على رفض المماطلة والخداع». ورأى أن «المالكي يسير على خطا الرئيس السوري بشار الأسد في قمع المتظاهرين»، وقال إن «الجيش والشرطة في يده، وقد أغلقت قوات الجيش حدود الأنبار، وهذا خارج اختصاصها». وحذر «من أن حصول أي صدام مع الجيش والشرطة وتسعير التناحر الطائفي يتحمله المالكي وحده، ودعاه إلى تنفيذ المطالب من دون مماطلة قبل تطور الأحداث». ونفى أن تكون التظاهرات في الأنبار مدعومة من دول خليجية، ودعا إلى تقديم أدلة تثبت ذلك، ولفت إلى أن الوفود التي أرسلها المالكي إلى الأنبار بعضوية شيوخ عشائر وسياسيين سابقين «فشلت في مهمتها». وبعثت الحكومة خلال الأسبوع الماضي وفدين إلى الأنبار، أحدهما عشائري والثاني سياسي برئاسة نائب رئيس الوزراء السابق سلام الزوبعي، ولكن الناطق باسم مجلس شيوخ عشائر الأنبار أحمد الساجر، أبلغ «الحياة» أن «أعضاء الوفدين فشلوا في إجراء حوار مع المتظاهرين». على صعيد آخر، قتل النائب عن محافظة الأنبار عيفان العيساوي امس في الفلوجة، بعد يومين على محاولة اغتيال وزير المال رافع العيساوي واغتيال شيخ عشائر الجبور في الموصل محمد طاهر العبد أول من امس. وأفادت مصادر أمنية أن النائب العيساوي قتل عصر امس بتفجير انتحاري بحزام ناسف في شارع ستين في الفلوجة أثناء توجهه إلى الساحة، وان خمسة أشخاص بينهم ثلاثة مرافقين للعيساوي قتلوا. وينتمي العيساوي الى كتلة «العراقية» بزعامة اياد علاوي، وهو نائب عن محافظة الأنبار وأحد أعضاء لجنة الأمن والدفاع في البرلمان. وفي الموصل، تواصلت التظاهرات المناهضة للحكومة المركزية في ساحة «الأحرار»، فيما أعلنت محافظة الموصل الادعاء على ضباط شاركوا في تظاهرة حزب «الدعوة» في المدينة الإثنين الماضي بمشاركة خمسين شخصاً في ساحة الاحتفالات غرب المدينة وبحماية قوات الأمن.