أطلقت نزيلات سجن بريمان النسائي مع ختام البرنامج التأهيلي النفسي والحرفي شعاراً يرمز للتغيير الجذري الذي شاب حياتهن بعد تنفيذهن لهذا البرنامج « نعم للحياة نعم للأمل لا للخطأ لا للسجن»، مؤكدات أن البرنامج كسر حاجز الخوف لديهن من مواجهة المجتمع، ومنحهن الثقة في أنفسهن ومكنهن من تعلم حرف يستطعن ممارستها بعد خروجهن من السجن ليتمكن من إعالة أنفسهن. وأكدت رئيسة جمعية الشقائق الماسة الهجن «أن حلمنا تحقق في وضع لمسات نفسية وتربوية وحرفية لدى نزيلات السجن، وإحالة محنتهن إلى منحة للرقي بأنفسهن»، لافتةً إلى أن «تحقيق هدفنا جاء بناء على تضامن العمل الجماعي لجميع من ساهمت من إداريات ومدربات لرسم مستقبل مشرق ومدعم بالرعاية والتوجيه»، وقالت « نحن نملك الخبرة، وهن يمتلكن التغيير». وأوضحت أن تفاعل المشاركات في البرنامج وحبهن للتغير، هو أهم أسباب نجاح البرنامج وتسهيل المهام من إدارة السجن ودعم المسؤولين أيضاً، «ولدينا برامج عدة لجميع الجهات الخيرية والتعليمية هدفها تطوير وإصلاح الفرد والجماعة». من جانبها، أكدت المدير العام لمكتب الشؤون الاجتماعية نورة آل الشيخ أن نجاح البرنامج ظهر على وجوه المشاركات من خلال تفاعلهن والسعادة التي رسمت على وجوههن، مشيرةً إلى أن الهدف من تنظيم هذا البرنامج دعم السجينات منعاً لهن من الاستمرار في الخطأ الذي تم محاسبتهن عليه. وتمنت أن تنطلق المشاركات بالإنجاز اللائي قمن به حتى لا يكون محصوراً بين أربعة جدران، مطالبةً جمعية الشقائق نقل هذه التجربة الناجحة إلى الإصلاحيات الأخرى في جميع مناطق الوطن، وأن يكون النجاح على أرض الواقع بالمشاركة والتفاعل بين مؤسسات المجتمع المدني والحكومي لتعم الفائدة على جميع أفراد المجتمع. بدورها، قالت المراقبة الاجتماعية للسجون فوزية بامصفر « إن تنظيم مثل هذه البرامج التوعوية يعد عملاً إصلاحياً وتأهيلاً مفيداً للنزيلات، إضافةً إلى إسهامه في تغيير نظرة المجتمع السلبية لهن باعتبارهن عنصراً فعالاً، آملةً من المؤسسات والجمعيات تبني مثل هذه البرامج التأهيلية، والتي تمنح الرعاية الفكرية لتلك الفئات داخل السجون وبعد خروجهن، إضافةً إلى إيجاد العمل المناسب لهن، للإسهام في تغيير الصورة الذهنية لدى المجتمع عنهن». من جانبها، قالت الاستشارية النفسية في جمعية الشقائق وعضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبد العزيز الدكتورة صباح الرفاعي «لاحظت الفرق الكبير للمشاركات في البرنامج، فعندما أتذكر بداية الدورة ومدى استغرابهن وعدم تجاوبهن لعدم ثقتهن بأنفسهن، وأرى اليوم وكيف أصبحن مستمتعات، وباتت ثقتهن في ازدياد أولاً في مهارتهن وثانياً بمن حولهن، أيقنت أننا سنقطف ثمار البرنامج في المستقبل عند خروجهن وتفاعلهن مع أفراد المجتمع»، ملمحة إلى أنها لن تتردد في المشاركة في أي برامج مستقبلية أخرى تفيد هذه الفئة من المجتمع لتعم الفائدة على جميع النزيلات.