استدعت الهند أمس، السفير الباكستاني لديها سلمان بشير للاحتجاج على مقتل اثنين من جنودها في اشتباك حدودي اندلع في اقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين، لكنها حذرت من اي تصعيد «رغم الحادث المؤذي» الذي نفى الجيش الباكستاني ارتكابه، متهماً الهند بنشر «دعاية» لتحويل الانتباه عن هجوم دامٍ شن الاحد الماضي، وأدى الى مقتل جندي في صفوفه. وقال وزير الخارجية الهندي سلمان خورشيد: «تحدثنا الى السفير الباكستاني بلهجة قوية جداً. ومهما حصل، يجب ان نتجنب التصعيد»، علماً ان اشتباكات اخرى اعقبت الحادث، من دون ان تسفر عن اضرار، قبل ان يسود الهدوء الحدود مجدداً صباح امس. ووصف الوزير انتهاك وقف النار المطبق منذ 2003 في المنطقة الحدودية الخاضعة لاجراءات امن مشددة، بأنه «مبعث قلق كبير، لذا ننتظر رداً مناسباً من باكستان». لكن مسؤولاً باكستانياً رفض الاتهامات بعبور قوات بلاده خط الحدود وقتلهم اي جندي هندي، وقال: «ابلغنا السلطات الهندية اننا اجرينا تحقيقاً على الارض، ولم نعثر على عناصر تؤكد ادعاءاتها»، وأهمها حول قطع جنود باكستانيين رأس احد الجنديين القتيلين. ويقول الجيش الهندي ان «الجنديين قتلا اثر تبادل للنار حصل مع جنود باكستانيين توغلوا مسافة 100 متر في الأراضي الهندية بمقاطعة بونتش في إقليم جامو وكشمير، وان جثة احد القتيلين تعرضت لتشويه مريع»، ما دفع وزير الدفاع اي كي انتوني الى وصف عمل الجيش الباكستاني بأنه «استفزازي جداً وغير انساني». ويؤكد مسؤولون عسكريون هنود تزايد الاشتباكات عبر الحدود في الأسابيع الأخيرة، بينها خمس انتهاكات لوقف النار الأسبوع الماضي فقط. ويرى مراقبون ان التوتر الحدودي الجديد سيدفع الهند مجدداً الى تجميد حوار السلام الرفيع المستوى مع باكستان، وهو ما حصل بعد هجمات مومباي عام 2008، حين اتهمت جماعة «عسكر طيبة» الاسلامية المتشددة ومقرها باكستان بارتكابها، قبل ان يستأنفاه في الشهور الأخيرة ما اثمر خطوات مثل فتح التجارة وتخفيف شروط الحصول على تأشيرات. وقال السكرتير السابق في وزارة الخارجية الهندية لاليت مانسينغ: «الحوار الفعال مثل مفاوضات التجارة وغيرها يجب ان يستمر لأنه يخدم مصلحة الهند، لكن يجب تعليق الحوار الرفيع المستوى حتى الحصول على رد مرضٍ من باكستان». وأججت عناوين الصحف التوترات، إذ نددت صحيفة «ميل توداي» على صفحتها الاولى ب «جزاري الجيش الباكستاني». اختبار صاروخ على صعيد آخر، أعلن الجيش الهندي انها أجرت تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ ارض – ارض متوسط المدى من طراز «براهموس» يمكن تزويده رأساً تقليدية بزنة 300 كيلوغرام، ويتمتع بقدرة عالية على المناورة. وأوضح ان الصاروخ، وهو من فئة «كروز» ويبلغ مداه 290 كيلومتراً، اطلق من فرقاطة «أي ان أس تيغ» المتمركزة قبالة سواحل فيشاخاباتنام في خليج البنغال، مؤكداً انه استطاع في الاختبار ال34 الذي خضع له، ضرب السفينة الهدف. ويعتبر صاروخ «براهموس» نتاج مشروع هندي – روسي مشترك، ويمكن تزويده ببيانات من نظام تحديد الموقع العالمي (جي بي اس)، على غرار المنظومات الروسية للملاحة الفضائية.