اتفقت أوساط في حزبي «العمل» و «الحركة» الوسطيين على توصيف اللقاء الذي جمع في ساعة متقدمة من مساء الأحد بين زعيمتيهما شيلي يحيموفتش وتسيبي ليفني وزعيم الحزب الوسطي الثالث «يوجد مستقبل» يئير لبيد، لبحث احتمالات تشكيل «جبهة موحدة» في منافسة زعيم «ليكود بيتنا» رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو في الانتخابات العامة بعد أسبوعين، ب «الفاشل»، وأنه لم يحقق أي نتائج تُذكر نحو بلورة استراتيجية انتخابية موحدة، مشيرةً في الوقت ذاته إلى أن الأجواء التي سادت الاجتماع كانت طيبة. واعتبرت أوساط في «العمل» مبادرة ليفني للقاء الثلاثي أنه «لعبة إعلامية لا أكثر»، مضيفةً أن ليفني جاءت إلى اللقاء من دون أن تحمل معها فكرة أو برنامجاً واضحاً يمكن أن يكون مشتركاً للأحزاب الثلاثة في شأن الاستراتيجية المرجوة لخوض الانتخابات أو بعدها، مضيفة أنه منذ بداية اللقاء الثلاثي كان واضحاً غياب لغة مشتركة بين الأركان الثلاثة. وكان اللقاء عقد في تل أبيب «بسرية» وبعيداً من أضواء الإعلام، وذلك بناء لاشتراط يحيموفتش، التي خشيت من أن يكون غرض ليفني المبادِرة للاجتماع تسليط أضواء الإعلام عليها. من جهتها، نفت أوساط ليفني هذه الاتهامات، وقالت إن الأخيرة حضرت مع مجموعة أفكار، إلا أن يحيموفتش ولبيد رفضا الخوض فيها، مثل اقتراح توحيد الحملة الإعلامية للأحزاب الثلاثة والتوجه معاً إلى الأصوات العائمة لتمنح أحزاب الوسط ثقتها. وتابعت أن لبيد رفض اقتراح ليفني بأن يلتزم قادة الأحزاب الثلاثة أن يوصوا الرئيس الإسرائيلي بتكليف أحدهم لتشكيل الحكومة الجديدة. وزادت أن ليفني أوضحت ليحيموفتش بأن لا مشكلة لديها بالتوصية بتكليفها تشكيل الحكومة. وأضافت أن ليفني اقترحت أيضاً أن تلتزم الأحزاب الوسطية الثلاثة أنه حتى في حال كلف الرئيس الإسرائيلي زعيم «ليكود بيتنا» بنيامين نتانياهو تشكيل الحكومة، فإن هذه الأحزاب تفاوض نتانياهو على الانضمام لحكومته ككتلة واحدة، «وهكذا نحرجه ونضعه أمام خيارين: ضم أحزاب الوسط الثلاثة، وهكذا نؤثر على سياسة الحكومة، أو أن يقيم حكومة يمينية دينية متطرفة لا تعمّر كثيراً». بدورها، انتقدت أوساط في «العمل» ليفني لأنها ليست واضحة بمواقفها، خصوصاً في مسألة انضمامها لحكومة نتانياهو من عدمه، وأنها «لا تزال تتردد في اتخاذ موقف واضح، فيما يحيموفتش ولبيد واضحان في موقفيهما». واعتبر «ليكود بيتنا» ان هدف التحالف بين أحزاب الوسط هو «إسقاط نتانياهو والمعسكر القومي عن الحكم»، ما يستدعي الجمهور لأن يختار بين «حكومة تقوم بالانسحابات وتقسم القدس تدعمها الأحزاب العربية، وبين حكومة بزعامة نتانياهو تواصل الحفاظ على المصالح الأمنية لإسرائيل». في غضون ذلك، أطلق رئيس «البيت اليهودي» المتطرف نفتالي بنيت أمس تصريحات قال فيها إنه سيطالب نتانياهو قبل الانضمام إلى حكومته، بالتعهد بعدم إخلاء أي مستوطنة أو «تسليم أجزاء من البلاد للعدو»، مضيفاً انه «لا يمكن التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين، وما يمكن التوصل إليه هو التعايش معاً».