قبل ساعات على الموعد الأخير (مساء أمس) لتقديم قوائم الترشيح للانتخابات البرلمانية المقبلة في إسرائيل في 22 من الشهر المقبل، شهدت الساحة الحزبية مزيداً من تنقلات النواب بين الأحزاب، كان أبرزها قرار زعيم «العمل»، وزير الدفاع السابق عمير بيرتس الاستقالة من عضويته في الكنيست ومغادرة الحزب لمصلحة الحزب الجديد «الحركة» بزعامة وزيرة الخارجية زعيمة «كديما» سابقاً تسيبي ليفني. وبرر بيرتس الذي كان ثالثاً على قائمة «العمل» للانتخابات المقبلة، خطوته المفاجئة بتهميش زعيمة الحزب شيلي يحيموفتش الملف الفلسطيني – الإسرائيلي لمصلحة الملف الاجتماعي – الاقتصادي، ورفضها التزام عدم المشاركة في حكومة يمينية متطرفة بزعامة نتانياهو. وهاجم بيرتس زعيمة «العمل» على سحبها الحزب نحو الوسط وسعيها إلى نفي أي صبغة يسارية عنه. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع ليفني إن أحداً لم يمنح الحق ليحيموفتش للتنازل عن العملية السياسية وعدم عرض خطة سلام تفصيلية، كما فعل حزب «العمل» في الماضي واعتبر قائد معسكر السلام. من جهته، اتهم حزب «العمل» بيرتس ب «الانتهازية الدنيئة»، وهاجم ليفني على «اللعبة النتنة». كما شن حزب «ييش عتيد» الجديد بزعامة يئير لبيد هجوماً على بيرتس وليفني معتبراً التحالف بينهما تحالف مصالح شخصية. وكانت أحزاب الوسط الثلاثة العمل و «الحركة» و «ييش عتيد» فشلت في تشكيل تحالف لتيار الوسط يشكل نداً لتحالف «ليكود – إسرائيل بيتنا» اليميني المتطرف، على رغم أجندتها المتشابهة. وعزا مراقبون الفشل إلى التنافس بين قادة الأحزاب على من يقود التحالف. في غضون ذلك، أكد استطلاع جديد للرأي أن أحزاب اليمين – المتدينين ستفوز بغالبية مطلقة من مقاعد الكنيست المقبلة (66-69 مقعداً في مقابل 40-43 لأحزاب الوسط واليسار و10-11 للأحزاب العربية الثلاثة). وأكد اندثار حزب «كديما» الوسطي الذي خرج في الانتخابات الأخيرة وتلك التي سبقتها أكبر الأحزاب، بينما أشارت نتائج الاستطلاع إلى أنه لن يتجاوز نسبة الحسم، حيال الانقسام الذي شهده بعد مغادرة زعيمته السابقة له تسيبي ليفني اتسعت رقعته مع مغادرة نواب آخرين إلى أحزاب أخرى أو إعلان البعض الآخر اعتزال الحياة السياسية. ويأتي انهيار «كديما» بعد سبع سنوات على تأسيسه.