اعتبر معلقون في الشؤون الحزبية في إسرائيل إقرار اللجنة المركزية لحزب «ليكود» بغالبية ساحقة اقتراح زعيمه رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو أن يخوض الحزب الانتخابات البرلمانية المقبلة (في 22 كانون الثاني -يناير المقبل) في قائمة مشتركة مع حزب «إسرائيل بيتنا» اليميني المتطرف انتصاراً شخصياً لامعاً لنتانياهو «أثبت من خلاله أنه الآمر الناهي في الحزب»، مشيرين إلى حقيقة أن مؤيدي الاقتراح إنما صوتوا على اتفاق من دون أن يروا مضمونه!. وأثبت نتانياهو أن المعارضة التي قادها الوزير ميخائيل أيتان ضد التحالف ومطالبته بأن يكون التصويت على اقتراح الشراكة سرياً لم تكن أكثر من «زوبعة في فنجان»، إذ لم ينجح في جمع تواقيع 10 في المئة من أعضاء اللجنة لتصوّت على اقتراحه بتصويت سري. ولم يستغرق اجتماع اللجنة طويلاً، وخلافاً للاجتماع السابق قبل شهور الذي واجه فيه نتانياهو معارضة شديدة من المعسكر المتشدد لم يُسمع أي صوت ضده خلال إلقاء كلمته التي كرسها لإقناع الأعضاء بتأييد التحالف «الذي يتيح تشكيل حكومة مستقرة وقوية قادرة على مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية المتربصة بإسرائيل على أحسن وجه ومن خلال تحالف يستند إلى تكتل كبير للمعسكر القومي الموحد». وشدد نتانياهو على أن «ليكود» سيبقى مستقلاً، «حزباً قومياً وليبرالياً»، داخل القائمة الجديدة «ليكود بيتنا». ورداً على الادعاءات بأن التحالف يمهد الطريق لليبرمان لخلافة نتانياهو قال الأخير إنه من السابق لأوانه الحديث عن ورثة له لقيادة الحزب «لأنني أعتزم البقاء زعيماً للحزب ورئيساً للحكومة لسنوات طويلة». وعزا مراقبون نجاح نتانياهو في تمرير اقتراحه بغالبية ساحقة إلى حقيقة أن غالبية وزرائه دعمت فكرة التحالف فيما لاذ الوزراء القلائل المعارضون بالصمت، باستثناء الوزير أيتان الذي لا يعتبر من الوزراء البارزين، هذا بالإضافة إلى نشر استطلاعين للرأي أكدت نتائجهما أن التحالف لن يخسر مقاعد برلمانية في الكنيست الجديدة إنما يحافظ على تمثيل الحزبين الحالي (42 مقعداً: 27 لليكود و15 لإسرائيل بيتنا). ورحب زعيم «إسرائيل بيتنا» وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان بقرار اللجنة المركزية لليكود وقال للإذاعة العامة أمس إن نتائج التصويت أثبتت أن الكلام عن معارضة قوية للتحالف داخل «ليكود» لم يكن سوى «تعبير عن المأمول لدى مشيعي هذا الكلام وليس عن الواقع الحقيقي»، مضيفاً أنه يعتزم البقاء في منصب وزير الخارجية في الحكومة المقبلة أيضاً. وناشد زعيم «العمل» السابق عمير بيرتس زعيمة حزبه شيلي يحيموفتش وزعيم «يش عتيد» يئير لبيد ووزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني التي تعتزم تشكيل حزب جديد للاتفاق بينهم على أنهم لن يدخلوا ائتلافاً حكومياً برئاسة نتانياهو، وعلى أن الحزب الوسطي الذي يحوز أكبر عدد من المقاعد يكون زعيمه مرشح أحزاب الوسط كلها لتشكيل الحكومة الجديدة. لكن معلقين استبعدوا موافقة يحيموفتش ولبيد على إعلان التزام مسبق بعدم الشراكة في حكومة نتانياهو. واتهمت زعيمة حزب «ميرتس» اليساري زهافا غالؤون «العمل» و»يش عتيد» بالسباق بينهما على الالتحاق بحكومة نتانياهو – ليبرمان. في غضون ذلك يتواصل انضمام صحافيين بارزين إلى الحياة السياسية، إذ أعلن المعلق البارز في القناة العاشرة و»معاريف» عوفر شيلح عن انضمامه لصديقه يئير لبيد الذي دخل هو أيضاً عالم السياسة قبل شهور بعد عقود قضاها في حقل الإعلام. كما أعلنت الإعلامية والناشطة الاجتماعية ميراف ميخائيلي انضمامها إلى حزب «العمل» برئاسة الإعلامية سابقاً شيلي يحيموفتش.