أحبط الجيش المصري محاولة تفجير كنيسة في مدينة رفح (شمال سيناء) في ليلة عيد الميلاد، فيما ترأس بطريرك الأقباط الأرثوذكس تواضروس الثاني قداس عيد الميلاد، في حضور عدد من كبار الأساقفة الأرثوذكس ورؤساء طوائف مسيحية ومئات الأقباط وعدد من الشخصيات العامة والسفراء الأجانب. وأوضح الناطق باسم الجيش العقيد أحمد محمد علي أن «دوريات تابعة للقوات المسلحة تمكنت من ضبط سيارتين من دون لوحات في المنطقة خلف حي الصفا بين كنيسة رفح وإحدى الوحدات العسكرية تحت الإنشاء» ليل أول من أمس بينما كان اقباط مصر يحتفلون بالساعات الاولى للعيد. وأضاف: «بتفتيش السيارة المقبوض عليها عثر على 4 أكياس من مادة تي إن تي شديدة الانفجار، وقاذف وقذيفة آر بي جي واسلحة آلية وذخائر، أما السيارة الثانية فقد فرت وبها مجموعة من الملثمين»، وأشار علي الى أن القوات المسلحة تقوم بتمشيط المنطقة بحثاً عن السيارة الثانية. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصادر أمنية في سيناء انه لم يتم توقيف أي شخص موضحة ان «المهاجمين ربما كانوا يستهدفون ايضاً معسكر قوات الجيش الموجود بالمنطقة»، الذي ما زال قيد الانشاء وتعرض من قبل لهجوم من قبل مسلحين مجهولين. وقالت المصادر: «لا توجد حتى الآن أي معلومات بشأن هوية المهاجمين وانها ترجح ان يكونوا من المتشددين اسلامياً الذين تلاحقهم قوات الامن المصري منذ شهور». وتتعرض المواقع العسكرية لهجمات متواصلة من مسلحين يعتقد انهم اسلاميون في اعقاب حالة الانفلات الامني التي صاحبت الثورة المصرية. وكنيسة مار جرجس المهجورة، التي تم احراقها ونهبها بالكامل اثناء الثورة قبل عامين، هي الكنيسة الوحيدة في مدينة رفح على الحدود مع قطاع غزة. وقالت جمعيات حقوقية والمجلس القومي لحقوق الانسان في مصر في ايلول (سبتمبر) الماضي انه تم تهجير أسر مسيحية قسراً من المدينة في اعقاب تلقيها تهديدات بالقتل من جماعات اسلامية متشددة. وقالت المصادر الامنية أنه» تم زيادة عدد الدوريات حول منازل ومتاجر الاقباط بالمدينة». وكان الأقباط في مصر احتفلوا أمس بعيد الميلاد المجيد وسط مخاوف تعتريهم على مستقبل تعايشهم في البلد. وكشف أسقف كنيسة في مدينة نجع حمادي (صعيد مصر) الأنبا كيرلس عن تعرض أقباط المحافظة ل 35 حالة خطف لكنه جزم بأن حالات الخطف «جنائية ولا صلة لها بصراعات طائفية»، لكنه حمّل سلطات الأمن المسؤولية، متهماً اياها ب»تراخي في حماية الأقباط»، مؤكداً أن أسماء البلطجية «معروفة لدى أجهزة الأمن». وسجل كيرلس في مؤتمر صحافي عقده أمس 18 حالة خطف تحت تهديد السلاح وثماني محاولات خطف لم تنجح وتسع حالات تهديد بخطف وطلب أتاوات مالية. وكان بطريرك الأقباط الأرثوذكس تواضروس الثاني ترأس قداس عيد الميلاد، في حضور عدد من كبار الأساقفة الأرثوذكس ورؤساء طوائف مسيحية ومئات الأقباط وعدد من الشخصيات العامة والسفراء الأجانب. وتقدم الحضور محمد رفاعة الطهطاوي رئيس ديوان رئيس الجمهورية موفداً من الرئيس محمد مرسي، كما حضر المرشح الرئاسي السابق عضو جبهة الإنقاذ الوطني عمرو موسى، فيما غابت عنه جماعة الإخوان المسلمين. وعقب القداس ألقى تواضروس عظته التي دارت عن ميلاد السيد المسيح عليه السلام، وما به من معان وقيم للبشرية. وتوافد على الكنيسة أمس عدد من الشخصيات العامة لتهنئة تواضرس بالعيد، وكان في مقدم الحضور رئيس الحكومة هشام قنديل الذي اعتبر ان احتفال الكنيسة المصرية بعيد ميلاد السيد المسيح يكتسب أهمية خاصة، حيث كرم الله مصر لتكون ملجأً وملاذاً له وللسيدة مريم العذراء، وليقضي فيها سنواته الأولى. وقدم قنديل اعتذاره عن عدم حضوره القداس، وقال خلال لقائه البابا تواضروس إنه كان يود حضور قداس العيد لكن الظروف حالت دون ذلك، مؤكداً أنه استمتع بعظة البابا، واصفاً إيها ب»الجميلة» التي خاطبت وجدان المسلمين والأقباط على حد سواء. من جانبه، وجّه بطريرك الأقباط التحية والشكر لكل من جاء للتهنئة بعيد الميلاد المجيد. وقال البابا: «أهنئكم جميعًا بالسنة الجديدة، وعيد الميلاد المجيد صورة طيبة لحياتنا»، وأضاف: «إذا قدمنا عملنا بإخلاص لوجه الله وتحقق السلام على الأرض تحدث لنا المسرة والفرح والبهجة التي يريدها كل إنسان».