شارك زعيم «تيار الصدر» مقتدى الصدر في صلاة موحدة سنية وشيعية في جامع الشيخ عبد القادر الكيلاني بوسط بغداد، مؤكداً ان «جميع مطالب المتظاهرين في الأنبار مشروعة وسأرسل وفداً اليهم». وكان الصدر وصل الى بغداد صباح امس وزار فور وصوله كنيسة «سيدة النجاة « التي تعرضت لاعتداء من تنظيم «دولة العراق الاسلامية» في العام 2010، أسفر عن مقتل وجرح اكثر من 120 شخصاً. وأكد الصدر خلال زيارته الى الكنيسة ان «مطالب متظاهري محافظة الأنبار جميعها مشروعة، ما عدا اجتثاث البعث»، مبيناً ان «هناك وفداً من التيار سيتوجه لزيارة المتظاهرين». واعتبر ان «فكرة المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب صحيحة ولكن سوء تطبيقها دفع الشعب إلى معاداتها ورفضها»، داعياً الى ان «نستمد ونتعلم الدرس الكبير من إخواننا المسيحيين في العراق بالمثابرة والصبر والعزيمة». وأكد ان «استمرارهم في الحياة هي مجابهة للإرهابيين القتلة الذين يريدون تفتيت العراق وأديانه». بعدها زار الصدر رئيس «المجلس الاعلى الاسلامي» عمار الحكيم في مكتبه ببغداد. وقال الحكيم في مؤتمر صحافي مشترك معه ان «اجتماعنا اليوم كان فرصة للتداول بمجمل التطورات المحلية والاقليمية التي تتطلب مزيداً من التشاور للخروج برؤية موحدة للوئام والمحبة والإلفة». وأضاف: «ما يجري في المحافظات الغربية من العراق من احتجاجات ومطالبات يجب متابعتها وتلبية الاحتياجات الضرورية ضمن الاطر الدستورية والتعامل مع مجمل هذه المطالب»، مؤكداً انه «لا حل الا بالحوار والتواصل وتفاهم الشركاء». بدوره قال الصدر ان «اجتماعنا كان مثمراً، وقد تعلمنا من شعبنا التوحد وهو الذي ينقذ العراق من ضائقته، وسنسعى لأن يزدهر عراقنا بسلام واخوة، وان يشترك جميع السياسيين في بنائه بعيداً من الاقصاء والتهميش»، مشدداً على ان «الحكومة يجب ان تتعامل مع مشاكلها الداخلية بأسلوب الحوار»، ومجدداً وقوفه «مع حقوق الشعوب في التظاهر السلمي المدني على ان لا يكون مسيساً ويحمل صوراً وأعلاماً وشعارات مناوئة للعراق وشعبه». وكان «تيار الصدر» حذر الحكومة العراقية من استخدام القوة ضد المتظاهرين، ملوحاً ب «غضب عارم» من قبل جميع الطوائف العراقية سيفتح «ربيعاً عراقياً» ضد رئيس الوزراء نوري المالكي. وقال العضو في «كتلة الاحرار» التابعة للتيار جواد الشهيلي أنه في حال «تجرأت الحكومة العراقية واستعملت القوة ضد المتظاهرين فسيجعلها ذلك في مصاف حكومات عربية أسقطها الربيع العربي». وذكّر الشهيلي المالكي بأن «الدستور كفل حق التظاهر والتعبير عن الرأي والتهديد والوعيد لن ينفع مع التظاهرات السلمية»، محذراً من «ربيع عربي في العراق ستقوم به جميع أطياف الشعب في حال استخدام القوة مع المتظاهرين». وكان الصدر شن الأربعاء هجوماً شديداً على المالكي، ووصفه ب «الديكتاتور والمتفرد»، محذراً اياه من ربيع قادم في حال استمر في نهجه السياسي، ودعاه ضمناً إلى التنحي «قبل أن يقترح إجراء انتخابات مبكرة»، متسائلاً «لماذا جعلت العراق مسخرة».