على رغم الأحداث السياسية التي شهدتها المنطقة العربية في عام 2012 لم يغب الشعر الشعبي عن المشهد الإعلامي، بل إنه لفت الانتباه في فترات عدة من خلال الأحداث الشعرية. وشهدت الساحة الشعبية العام الماضي عدداً كبيراً من الأحداث التي تناولتها وسائل الإعلام الخليجي، لعل أبرزها إشاعة وفاة الشاعر خلف بن هذال العتيبي أكثر من مرة، والحكم بالسجن المؤبد على الشاعر القطري محمد بن الذيب، إضافة إلى إشاعة وفاة الشاعر القطري محمد بن فطيس، وإطلاق مسابقة شعرية باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. في العام الماضي كانت المسابقات الشعرية حاضرة، إلا أنها فقدت بريقها ووهجها السابق، إذ أطلقت قناة «المرقاب» مسابقة شعرية تحمل اسم «شاعر الملك»، وبلغت قيمة جوائزها 10 ملايين ريال. وبثت قناة «أبوظبيالإمارات» برنامج «شاعر المليون» في موسمه الخامس، ووصلت جوائزه إلى 22 مليون درهم إماراتي، وفاز بجائزته شاعر إماراتي للمرة الأولى منذ انطلاق البرنامج قبل ستة أعوام. وصمدت القنوات الشعرية في العام الماضي، إذ إنها لم تتوقف، بيد أنها خسرت كثيراً من متابعيها بسبب الأحداث السياسية في المنطقة، وازدياد المحسوبيات في برامجها، وتوجهها لعرض مسيرات الإبل، وعلى رغم ذلك افتتح ملاك القنوات الشعبية قنوات متخصصة في عرض مزايين الإبل. واتجت برامج كوميدية إلى نقد الشعراء الشعبيين في برامجها، إذ خصص مسلسل «واي فاي» مشاهد عدة من حلقاته لتقليد شعراء معروفين، لكن الممثلين الذي قلّدوا الشعراء طاولتهم قصائد هجاء بسبب سخريتهم من الشعر الشعبي. عام 2012 أبى أن يمر من دون أن يترك بصمة حزن على الساحة الشعبية بعد وفاة الشاعر الشاب عاضة المرزوقي قبل شهر من الآن، وعجز العام الماضي عن إنهاء عدد من الخلافات بين الشعراء الشعبيين، إضافة إلى تبادل الاتهامات بسرقة القصائد بين أصحاب الحرف. واختار عدد من الشعراء موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» منبراً لظهور الشباب، وعودة شعراء الثمانينات، إذ جعل القصائد في متناول المتابعين من دون عناء انتظار صدور المجلات أو مشاهدة القنوات الشعبية. وأسهم «تويتر» في شهرة شعراء شبان ونساء، منهم القطري حمد البريدي، وعبدالرحمن الرويس، ورزان العتيبي، الذين حققوا عدداً كبيراً من المتابعين، وكذلك أعاد مسفر الدوسري ونايف صقر ومساعد الرشيدي وفهد عافت. ولم يخلُ «تويتر» من الأسماء المستعارة الذين كثيراً ما أطلقوا سهامهم منتقدين زملاءهم، من خلال إطلاق قصائد الهجاء، والنقد وبيان مواضع الكسر والخلل في الأبيات الشعرية، وانتهاء بتصفية الحسابات التي طغت على السطح أخيراً.