يبدو أن حمى المسابقات الشعرية تحوّلت إلى مواقع التواصل الاجتماعي ومنها «تويتر»، حينما أطلق عدد من الشعراء أخيراً مسابقات شعرية مختلفة، لكن جوائزها رمزية عبارة عن هواتف نقالة، وليست آلاف الريالات. ولم تختلف المسابقات الشعرية في «تويتر» عنها في البرامج التلفزيونية، كونها تتضمن لجان تحكيم، وموعداً محدداً لاستقبال المشاركات، وشروطاً محددة للقصائد، من ناحية اختيار الموضوع وعدد الأبيات. ووجدت تلك المسابقات الإلكترونية إقبالاً كبيراً من الشعراء، خصوصاً المبتدئين الذين لم يظهروا من قبل، وكذلك شارك شعراء معروفون، لكنهم بأسماء مستعارة. واعتبر عدد من الشعراء المسابقات الشعرية في «تويتر» فرصةً جيدة لتطوير أداء الشاعر، من خلال النقد الذي يتلقاه من لجان التحكيم، وكذلك قراءة نصوص زملائه، مشيرين إلى أن عدداً من المسابقات تكتفي ببيتين لموضوع معين، ومن بعدها تختار الشاعر الفائز، بعدما تقوّمه لجنة التحكيم. وشاركت في المسابقات الشعرية التي أطلقت في «تويتر» شاعرات من دول الخليج، إذ حققت شاعرة جائزة إحدى المسابقات بعد اختيار نصها من بين أفضل النصوص المقدمة. وقال فهد أبو رقبة وهو مشرف على مسابقة شعرية أطلقت في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ل«الحياة»: «بدأت فكرة المسابقة في شهر رمضان الماضي، إذ خصص القائمون عليها حساباً لها في «تويتر»، وأعلن عن مسابقة شعرية جوائزها رمزية، وحددنا موعداً لاستقبال مشاركات الشعراء»، لافتاً إلى أن لجنة المسابقة تلقت عشرات القصائد، وتم فرزها من لجنة تحكيم مكونة من شاعرين معروفين في الساحة، وبعدها أعلن عن اسم الفائز. وأضاف أن القائمين على المسابقة سلموا جميع الفائزين جوائزهم في موعدها، «وكانت عبارة عن هواتف نقالة وساعات»، مؤكداً أن المسابقة تهدف إلى تشجيع الشعراء الشباب، وتعويدهم على النقد ومعرفة مكامن الخلل في قصائدهم. وشدد إعلاميون على أن المسابقات الشعرية ليست في مواقع التواصل «تويتر» فقط و«فيسبوك»، بل إن عدداً كبيراً من المنتديات الإلكترونية وضعت مسابقات شعرية، وتنوعت جوائزها، مشيرين إلى أن المسابقات الإلكترونية قد تفقد صدقيتها، بسبب مشاركة الشاعر باسم «وهمي» غير اسمه الحقيقي. وبدأت المسابقات الشعرية في عام 2007 ببرنامج «شاعر المليون» على قناة «أبو ظبي»، وحققت نجاحاً كبيراً، من خلال نسبة المشاهدة العالية لحلقاتها، وبعدها أطلقت قنوات عدة مسابقات شعرية، لكن «شاعر المليون» رفع قيمة جوائزه إلى 22 مليون درهم. وفي العامين الماضيين فقدت المسابقات الشعرية وهجها السابق ومتابعيها، بعدما شكك شعراء في صدقية تلك المسابقات، كونها تعتمد على المحسوبيات، واستنزاف جيوب المشاهدين.