خرجت الشاعرة السعودية «بنت أبوها» من صمتها، الذي عرفت به طوال مسيرتها الشعرية، ووجهت انتقادات عدة، خصوصاً للأشخاص الذين ليست لهم علاقة بالشعر. وقالت في رد لها على الممثل محسن الشهري الذي ظهر في برنامج شعري قبل أيام عدة، واعتبر أن الشعر ليس له طقوس خاصة: «الشعر له وقته، ومن يدعي أن كتابة القصيدة ليس لها طقوس فهو مخطئ، فكل إنسان له مجال يبدع فيه، فلا حاجة إلى أن ينتقد ويتكلم في الساحة الشعرية». وأضافت أن هناك أشخاصاً يتحدثون بحرية كاملة عن الشعر، وهم لم يكتبوا قصيدة واحدة في حياتهم، «نحن الشعراء لا نقبل أن يتهكم بمجالنا أي شخص، وهذا ما ظهر به الممثل محسن الشهري، الذي ذكر أن كتابة القصيدة تحتاج إلى صوت كخرير الماء، أو موسيقى هادئة». وتابعت: «من غير المنطقي أن أترك عائلتي في أوقات إجازتي، وفي المناسبات العائلية لأكتب قصيدة فقط، فالشعراء لم يُخلقوا لكتابة القصيدة فقط، وإنما الشعر له أوقات محددة، قد تكون في دقائق معينة من ساعات يومه». وأكدت أن الشعراء ينزعجون من النقد الذي يصلهم من أشخاص لا علاقة لهم بالوسط الشعري، إنما يبحثون عن البروز على حساب القصيدة، بحسب قولها. وكانت الشاعرة «بنت أبوها» دخلت في نقاش حاد مع الممثل محسن الشهري في برنامج عرض على قناة «المرقاب» الفضائية أخيراً، كونه انتقد الشعراء، وتحدث عن الأجواء المناسبة لكتابة القصيدة، ما دفعها إلى المداخلة الهاتفية والرد عليه، لكن الشهري برر وجهة نظره بعلاقته بشعراء، وما نقل للشاعرة «بنت أبوها» قد يكون فيه نوع من اللبس. وشهدت الساحة الشعرية في الأعوام الماضية اقتحام عدد من الفنانين والممثلين لها، من خلال ظهورهم في برامج شعرية، والتحدث عن الشعر، وكتابة القصائد، وكأنهم خاضوا تجربة الساحة الشعبية. ودخول أهل الفن في الحديث عن المجال الشعري بدا واضحاً أخيراً، خصوصاً عقب افتتاح قنوات شعبية عدة، إذ تستضيف فنانين، لكن مذيعيها لا يجيدون التعامل مع أهل الفن، وضيوفهم لا يملكون دراية كاملة في الحديث عن الشعر، في حين تكون مشاركات فنانين عبر تلك البرامج مميزة، كونهم لا يدخلون في تفاصيل الحديث عن الساحة الشعبية وروادها، إذ يكتفون بالحديث عن علاقتهم ومتابعتهم للقصائد فقط. وانتقد متابعون للقنوات الشعبية استعانتها بالفنانين في سهرات العيد، لأن عدد الشعراء السعوديين كبير جداً، وليست هناك حاجة لاستضافة مشاهير من خارج الساحة الشعبية، لأن الشاعر أصبح يتفوق على الفنان من ناحية الدخل المادي والحضور الإعلامي الذي يزداد يومياً.