هدد قلب الدين حكمتيار، زعيم جماعة «الحزب الإسلامي» في افغانستان، بقتل اكبر عدد من جنود الحلف الأطلسي (ناتو) قبل انتهاء مهمتهم القتالية بحلول نهاية 2014. وابلغ رئيس الوزراء السابق، الذي يتزعم ثاني أكبر جماعة مسلحة في البلاد، صحيفة «ديلي تلغراف» البريطاني، أن «شن هجمات جديدة سيوجه تحذيراً إلى آخرين ينتظرون غزو أفغانستان». وقال في المقابلة، التي صورت بالفيديو وتضمنت أسئلة وجهت إليه عبر وسيط: «قبل انسحاب القوات الغازية، يريد المجاهدون إبلاغ الغزاة ألا يفكروا في دخول افغانستان بهذه الطريقة مجدداً». وحذر من أن حرباً أهلية دامية يمكن أن تندلع في أفغانستان بعد انسحاب قوات الحلف المنتشرة فيها منذ نهاية 2001، وقال: «فشلت الحكومة، وربما يصبح الوضع فظيعاً بشكل غير متوقع بعد 2014». ويأمل «الناتو» بتدريب 350 الف جندي وشرطي افغاني حتى نهاية العام 2014 من اجل تولي مسؤولية الأمن، لكن الثقة تقوضت بين الجانبين بسبب «الهجمات الداخلية» التي يشنها جنود أفغان على حلفائهم في «الأطلسي»، وأدت إلى مقتل أكثر من 60 جندياً أجنبياً العام الماضي، فيما عاقت مشاكل عملية نقل السلطة إلى القوات الأفغانية، بينها ترك أفراد كثيرين صفوف هذه القوات. الى ذلك، انتقد حكمتيار، الذي تصنفه الولاياتالمتحدة بأنه «إرهابي دولي»، تأدية الأمير البريطاني هاري منذ ايلول (سبتمبر) الخدمة العسكرية كطيار لمروحية اباتشي في أفغانستان، ووصفه بأنه «ابن آوى يقتل الأفغان وهو ثمل». واتهم بريطانيا بإقحام نفسها في صراع «غير مبرر ووحشي وغير مجدٍ في افغانستان من أجل إرضاء البيت الأبيض، خصوصاً أنها لم تجنِ منه إلا هدر أموال الشعب ودماء ابنائها». وأضاف: «خاضت بريطانيا من دون مؤهلات حربين بالوكالة في افغانستان والعراق. ونرى أن الولاياتالمتحدة وحلفاؤها فقدوا الحق في حكم العالم وقيادته إدارياً ومعنوياً». وأشار حكمتيار إلى أن «الحزب الإسلامي» الذي عرف بحصاره الدامي لكابول في التسعينات من القرن العشرين، خفف بعض سياساته المتشددة، مثل حظر تعليم البنات، والذي ندد بتطبيق حركة «طالبان باكستان» له، وصولاً إلى تنفيذها في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي محاولة لقتل الشابة ملالا يوسفزاي (15 سنة) بسبب معارضتها سياسة الحركة. كما نفى صلة حزبه بحركة «طالبان باكستان»، متهماً وكالات الاستخبارات الأجنبية ب«التورّط بهجمات على مدارس في باكستان وارتكاب أعمال وحشية أخرى». ودعا إلى «انتقال سلمي لحكومة أفغانية جديدة، وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة تتوج الفائز بغالبية الأصوات»، مؤكداً استعداد حزبه للمشاركة في الانتخابات الرئاسية عام 2014 بشرطين، أولهما انسحاب كل القوات الأجنبية، وتنظيم انتخابات تشارك فيها كل الأطراف على قدم المساواة.