قالت حركة طالبان الأفغانية أمس السبت إنها جندت جنديا أفغانيا قتل بالرصاص أربعة جنود فرنسيين في شرق أفغانستان قبل يوم مما دفع فرنسا إلى التهديد بالانسحاب من الحرب التي يقودها حلف شمال الأطلسي هناك. ويثير إعلان طالبان المسؤولية مخاوف هائلة بشأن تسليم المسؤولية الأمنية للجيش والشرطة الأفغانيين والتي شرعت فيها القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي وذلك قبل مغادرة جميع القوات المقاتلة الأجنبية البلاد بنهاية عام 2014. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان لرويترز عبر الهاتف مستخدما الاسم الآخر الذي تستخدمه حركة طالبان في الإشارة لنفسها «إمارة أفغانستان الإسلامية جندت أشخاصا في مواقع مهمة. بعضهم أنجز بالفعل مهامه» مضيفا أن الجنود الفرنسيين الأربعة لقوا حتفهم على الفور. ومقتل الجنود الفرنسيين بإقليم كابيسا في شرق أفغانستان هو الأحدث في سلسلة من مثل هذه الحوادث التي شهدت انقلاب جنود أفغان على حلفائهم الغربيين. وبمقتل الجنود الأربعة ارتفع عدد الجنود الفرنسيين الذين لقوا حتفهم في أفغانستان الى 82 منذ عام 2001 وعقب الحادث أمر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بتعليق كل العمليات العسكرية الفرنسية على الأرض وتوجه وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه إلى كابول يوم السبت . وعقب الحادث أمر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بتعليق كل العمليات العسكرية الفرنسية على الأرض وتوجه وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه إلى كابول أمس . وأضاف قائد من حركة طالبان أن وقائع مثل التسجيل المصور الذي يوضح جنودا من مشاة البحرية الامريكية وهم يتبولون على جثث تزيد من الدعم الذي تحظى به حركة طالبان بين الأفغان وهدد بشن المزيد من الهجمات. وقال: «أضحت مهامنا أسهل بسبب أحداث مثل هذا التسجيل المصور». وفي كابول أعلن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أمس السبت أنه التقى شخصيا مع وفد من مسلحين متمردين، في ظل تنامي الفرص للحوار بين الجانبين. ويأتي الإعلان بعد تقارير أن مسلحي حركة طالبان وافقوا في وقت لاحق هذا الشهر على فتح مكتب للحوار والمحادثات مع الولاياتالمتحدة في قطر. وقال كرزاي لأعضاء برلمان في كابول: إنه "تم إجراء مفاوضات مؤخرا مع وفد من الحزب الإسلامي". ولم يفصح عن الموعد الذي عقد فيه الاجتماع. ويمارس الحزب الإسلامي، وهو جماعة أصولية مسلحة بقيادة قلب الدين حكمتيار وتصنفه الحكومة الأمريكية على أنه حزب إرهابي، أنشطته في المناطق الشمالية والشرقية من أفغانستان. وتقلب فصيل حكمتيار في علاقاته بين القاعدة وطالبان وأرسى علاقات جيدة مع إيران، ولجأ رئيس الحزب المهندس قلب الدين حكمتيار، الذي تقلد منصب رئيس الوزراء، بعيد انسحاب القوات السوفيتية، إلى إيران وأقام فيها فترة من الزمن. وقال كرزاي: إنه "في هذه المفاوضات، عرضت وجهات نظر الجانبين في جو ودي وأخوي. نأمل أن تستمر المفاوضات وتحقق نتائح مفيدة لحفظ السلم". وأضاف أن الوفد، الذي التقى أعضاء فيه مع بعض المسئولين الأفغان الآخرين، قدم من باكستان التي تتخذ عددا من الجماعات المسلحة فيها مأوى لها. وقال في الجلسة الافتتاحة للبرلمان الأفغاني: إن الوفد "عقد اجتماعات طيبة معي ومع نائب الرئيس (محمد قاسم فهيم) وأخوة آخرين. وكانت تلك الاجتماعات طيبة. نأمل أن تحقق تلك المحادثات نتائج مثالية للأمة الأفغانية". ويأمل مسئولون غربيون وأفغان أن تستغل المحادثات في إدماج طالبان وجماعات مسلحة أخرى تشن حربا دامية منذ ما يربو على عقد من الزمان، في محادثات سلام. ومع هذا، أكدت الحركة الإسلامية أنها لن تدخل في اتفاق سلام إلا بعد مغادرة جميع الجنود الأجانب. وتعهد الحلفاء الغربيون، الذين اشتركوا في الحرب بأفغانستان لأكثر من عشر سنوات، بالانسحاب من البلاد بنهاية عام 2014، على الرغم من مخاوف أن القوات الأمنية الوطنية لن تكون جاهزة لتولي المسئولية. من ناحية أخرى، وصل مارك جروسمان، المبعوث الأمريكي الخاص لأفغانستانوباكستان امس السبت إلى كابول لمناقشة جهود السلام. ونقل بيان صادر عن السفارة الأمريكيةبكابول عن جروسمان قوله: إن "الولاياتالمتحدة مستعدة لتقديم المساعدة بأي وسيلة ممكنة في عملية المصالحة التي تقودها أفغانستان للوصول لنهاية سلمية لهذا الصراع".