قتل اكثر من 40 شخصاً بهجومين منفصلين غرب باكستان، بينهم 19 شيعياً استهدفت جماعة متطرفة باصاً كان يقلهم قرب مدينة كويتا عاصمة إقليم بلوشستان، فيما كانوا في طريقهم الى إيران. كذلك اقدم مسلحون من «طالبان باكستان» على إعدام 21 جندياً إثر خطفهم في هجوم على معسكرين قرب بيشاور. ورأى الملا سميع الحق زعيم «جمعية علماء الإسلام» الباكستانية في تصريح ل «الحياة» ان الهجوم يعطي انطباعاً بأن الحركة ليست تحت قيادة واحدة، كونه وقع غداة دعوة زعيم الحركة حكيم الله محسود الحكومة الى التفاوض، ما يدفع الى الاعتقاد بأن ثمة فصيلاً داخل الحركة لا يريد مفاوضات كهذه. وأعلنت الشرطة في بلوشستان ان سيارة مفخخة بما يصل إلى 80 كيلوغراماً من المواد الشديدة الانفجار، فجرت من بعد أثناء مرور ثلاثة باصات كانت تقل 180 مسافراً من الشيعة، مما أدى إلى تدمير باص بالكامل وإصابة الاثنين الباقيين بأضرار جسيمة. وأفيد بأن بين القتلى ال19، أربع نساء، قتلوا كلهم حرقاً، فيما نقل خمسة وعشرون جريحاً إلى مستشفيات قريبة بعضهم في حال خطرة. وشهد إقليم بلوشستان العديد من حوادث العنف الطائفي بخاصة خلال مسيرات عاشوراء، ما أوقع العشرات من القتلى، فيما تلاحق الأجهزة الأمنية جماعة بلوشية متطرفة يعتقد أنها متورطة في الهجمات. ويتهم المتطرفون البلوش الحكومات المتعاقبة بمنح الجنسية لأعداد كبيرة من الشيعة الأفغان الذين استوطنوا مدينة كويتا وعدداً من مدن الإقليم. في غضون ذلك، عثرت القوات الباكستانية على جثث 21 جندياً خطفهم مسلحو «طالبان باكستان» على أبواب مدينة بيشاور الخميس الماضي. وأفادت الشرطة بأن الجنود اعدموا وأيديهم مربوطة خلف ظهورهم. وحذر الملا سميع الحق من وجود قوى تسعى الى منع التوصل لهدنة مع المسلحين في المنطقة القبلية، ولم يستبعد أن يدفع تصاعد الانفلات الأمني، الحكومة، الى تأجيل الانتخابات العامة المقررة في الربيع المقبل. يأتي ذلك في وقت لمّحت أحزاب حليفة لحزب الشعب الحاكم الى إمكان فض تحالفها معه في الانتخابات المقبلة، ما يجعل من الصعب على الحزب الاحتفاظ بالسلطة. وفي الوقت ذاته، تمكن رئيس الوزراء السابق نواز شريف من صوغ علاقة تحالف مع قوى محلية في إقليم السند معقل حزب الشعب، وبدأ سياسة انفتاح على حركة المهاجرين القومية، ما قد يفقد حزب الشعب الغالبية في إقليم السند. كما اتهم طلال بغتي زعيم حزب الوطن الجمهوري في إقليم بلوشستان حزب الشعب الحاكم وحلفاءه بأنهم «خطر على الديموقراطية» في باكستان، في مؤشر إلى صعوبة صوغ الحزب تحالفات تضمن له الفوز في الأقليم.