هاجم انتحاري اعلنت حركة «طالبان باكستان» انه ينتمي اليها، انصار زعيم الميليشيا الموالي للحكومة ملك ولي خان أفريدي خلال مشاركتهم في مراسم تشييع زوجته في بلدة عدي زي بمدينة بيشاور القبلية (شمال غربي)، ما أسفر عن مقتل 36 شخصاً على الاقل. ويشكو أنصار ملك ولي خان منذ مدة من أن الحكومة التي تزودهم بمال وسلاح، لا تقدم حماية كافية لهم، ومن عدم تعاون الشرطة معهم في الحد من عمليات اخصامهم القبليين «طالبان» ضدهم، علماً ان تنافس ملك ولي خان مع ابن عمه طارق أفريدي على زعامة قبيلة افريدي تسبب في اندلاع صراع مسلح ادى الى سقوط عشرات القتلى من أنصارهما خلال الشهور الاخيرة، بينهم 30 شخصاً في انفجار استهدف مسجداً في منطقة درة أعظم خيل التي تقع جنوب مكان الانفجار الحالي في تشرين الاول (أكتوبر) الماضي. وكانت «طالبان» أعلنت أنها لن تتردد في استهداف الميليشيات القبلية التي تتعامل مع الحكومة، خصوصاً بعدما باتت تشكل رأس الحربة في العمليات التي ينفذها الجيش الباكستاني وقوات حرس الحدود ضد المسلحين في منطقة القبائل، علماً انها تشن منذ ثلاث سنوات ونصف السنة موجة اعتداءات لا سابق لها تجاوز عددها 450، وأوقعت اكثر من 4100 قتيل. وجاء الهجوم غداة تفجير استهدف محطة للوقود في مدينة فيصل أباد بإقليم البنجاب، وأدى الى مقتل 25 شخصاً على الأقل وجرح اكثر من 150 آخرين احتجز غالبيتهم لساعات تحت الركام والشظايا بعد ان دمر الانفجار مبنى محطة الوقود وحوَّلَه الى انقاض. وقام عمال الانقاذ برفع الاحجار والقطع المعدنية لانقاذ الناجين. كما تزامن الهجوم مع مواجهة الحكومة ازمات داخلية عدة، آخرها اعلان «حركة المهاجرين» القومية، أكبر حلفاء «حزب الشعب» الحاكم، تجميد مشاركتها البرلمانية في إقليم السند احتجاجاً على «التصريحات المتحررة» التي ادلى بها وزير داخلية الإقليم ذو الفقار ميرزا ووصف فيها الحركة بأنها «عصابة دموية تمارس القتل ضد مناهضيها، وتحاول فرض هيمنتها بالقوة و «البلطجة» على مدينة كراتشي. وأفلحت الجهود التي بذلها الرئيس آصف علي زرداري في إقناع «حركة المهاجرين» بمنحه مهلة أسبوع لحل الإشكاليات الواقعة مع حزبه الحاكم، في مسعى للحيلولة دون سقوط الحكومة، وإجراء انتخابات مبكرة يعتقد محللون بأن الحزب الحاكم لن يستطيع الفوز بها مجدداً. وفي السياق ذاته، بدأت احزاب دينية الحديث عن إمكان اعادة تشكيل تحالفها السابق «مجلس العمل المتحد» الذي ضم سبعة أحزاب دينية خلال حكم الرئيس السابق برويز مشرف. وكان الملا فضل الرحمن زعيم جمعية «علماء الإسلام» التقى سيد منور حسن رئيس «الجماعة الإسلامية الباكستانية»، وهما الحزبان الدينيان الرئيسيان في باكستان، للبحث في إمكان اعادة تشكيل «مجلس العمل المتحد» وتفعيله في المرحلة المقبلة. ولا يشكل المجلس تهديداً جوهرياً للأحزاب الرئيسة في باكستان على المستوى الفيدرالي، في إقليمي خيبر بختون خوا بيشاور وإقليم بلوشستان المحاذية للحدود مع افغانستان. وتخشى الولاياتالمتحدة، التي تسعى للانسحاب من أفغانستان في نهاية العام 2014، من زيادة نفوذ الأحزاب الدينية في الأقاليم الباكستانية الحدودية مع افغانستان، ومنحه تعاطفاً ودعماً معنوياً ومادياً لمقاتلي «طالبان» الأفغانية الذين يخوضون معركة السيطرة على أفغانستان ضد القوات الأميركية وحلفائها.