حتى لو اعتبره مورينيو قراراً «تقنياً بحتاً»، إلا أن مجرد إحالة الحارس الأول لريال مدريد إيكر كاسياس إلى دكة الاحتياط يعني الكثير والكثير، في المبتدأ يعني أن «العلاقة سيئة» بين الرجلين، وفي المنتهى يعني بداية «نهاية رجل شجاع!». هي المرة الأولى منذ نحو عقد من الزمن (تحديداً منذ 2002) التي يتحول فيها كاسياس صاحب 31 سنة إلى متفرج على زملائه بدكة البدلاء بعد أن كان صاحب الحظوة والقائد واللاعب المهم في المعادلة، الذي لا يمكن الاستغناء عنه ولا عن خدماته بدليل خوضه أكثر من 650 مباراة في مسيرته الاحترافية مع القلعة البيضاء منذ العام 1997. مورينيو الذي لا يبدو أنه يستسيغ كاسياس منذ وقت طويل لم يذهب بعيداً في تبرير قراره بإبعاد الحارس الأول للقلعة البيضاء مكتفياً بالقول إنه «قرار تقني» قبل أن يتوجه للصحافيين: «بإمكانكم ابتكار ما تريدون، لكن القرار كان تقنياً بحتاً. فضلا عن ذلك فالقرار لا علاقة له بالنتيجة النهائية (2/3)». هل كان له تأثير في نفسيات زملائه؟ زميله المدافع راموس يؤكد ما لا يدع شكاً أن القرار شكل «لخبطة» بصفوف الفريق: «من الواضح أننا تفاجأنا بوجود كاسياس على دكة الاحتياط. لقد كان وسيظل قائدنا». لكن ذلك كان كافياً للإعلام العالمي، والإسباني تحديداً، بالتأكيد أن «الحرب» بدأت فعلاً بين المدرب البرتغالي وكتيبته يقودهم المخضرم كاسياس، وأن نهاية أحدهم اقتربت من دون شك. وتكشف المصادر ذاتها أن الحارس كان وضع بصفحته على موقع التواصل الاجتماعي قبل ساعات من بدء مواجهة ملقا صورة تتضمن «قطرة أفاضت الكأس» في إشارة إلى تذمره ورفاقه من مدربهم الذي يصف نفسه ب«المميز» رافضاً الإقرار، أحياناً، بفشل خططه وقراراته. وهو ما يتلاقى مع تصريح أطلقه أحد المدونين بقوله: «يجب ألا نخفي الحقيقة. وضع أشهر وأفضل حراس ريال مدريد على دكة البدلاء يمثل مؤشراً باعتراف مأسوي بالضعف أكثر منه عرض مبهر للقوة». الغريب أن الخطوة جاءت بعد أيام قليلة فقط من تأكيد الحارس كاسياس مساندته ورفاقه لمدربهم عقب السقوط المدوي داخل القواعد أمام إسبانيول برشلونة (2/2). وحينها أعلن إيكر رداً على سؤال صحافي: «نعم ومن دون أي شك نحن نساند مورينيو» مقراً في الوقت ذاته بالأخطاء الدفاعية لزملائه: «الدينامية التي نعيشها هذه الأيام ليست جيدة. لقد تلقينا ستة أهداف في ثلاث مباريات أمام بلد الوليد وسيلتا فيغو وإسبانيول. الخطأ نتحمله جميعاً، وليس الدفاع عن الفريق مسؤولية الحارس والمدافعين الأربعة فقد، بل هي مهمتنا جميعاً». هل آن الأوان أن يترجل «الرجل الشجاع» بعد مشوار احترافي فاق 15 سنة أم اقتربت ساعة رحيل «سبيشل وين» عن القلعة البيضاء؟ لا أحد يعلم ذلك. لكن الثابت أن مورينيو لا يعبأ بمثل هكذا رد فعل على قراراته حتى لو تراجعت أسهم القلعة البيضاء «هل أخشى على منصبي ومصيري مع الفريق؟» يتساءل الرجل بعنجهية قبل أن يجيب: «لا أعتقد ذلك. لست طفلاً لأنني إذا أحسست بأن اللاعبين لا يرغبون في بقائي سأكون نزيهاً بعدم الإصرار على الاستمرار بمنصبي، لكنهم ليسوا كذلك. فخلال المباريات الأخيرة افتقدنا للحظ ليس إلا»!