فضح لاعب الهلال البرازيلي ويسلي لوبيز واقعنا الاحترافي ولم يكمل بعد موسمه الأول مع فريقه، في مقابلة أجريت معه أخيراً قال فيها: «إن الحصص التدريبية هنا قليلة جداً بشكل مزعج، وإنه لا يرضى أن يقبض الكثير من المال، في مقابل القليل من الجهد. هذا في ما يخص اللاعبين، أما الجانب الإداري في مسابقاتنا فقد أبدى عدم رضاه عن التوقفات الكثيرة وعدم توالي المباريات فكلما اشتدت المنافسة أخمدت جذوة ذلك بإيقاف أو تأجيل وقال إن مباراة كل 10 أيام وضع مزعج، لأن الطبيعي أن يكون الفرق بين مباراة وأخرى من 3- 4 أيام، وهنا أقول له: ويسلي.. ما شفت شيء، هذا قليل من كثير، ستكشفه لك الأيام. في حديثه جانبان مهمان أولهما خاص باللاعبين وهو المحترف الذي عاش أجواء الاحتراف الحقيقي في بلاده ثم في رومانيا حيث نضجت التجربة، وعندما تم التعاقد معه سرعان ما اتضح له الخلل الضارب في أعماق الكرة السعودية، وهو ضعف مفهوم الاحتراف في عقليات اللاعبين، فإن كان يقول إنه لا يرضى أن يقبض المال الكثير، في مقابل الجهد القليل، ومستاء من هذا الجانب فإن غيره من لاعبينا يعيش البطالة المقنعة واحتراف الرفاهية تدعمهم في ذلك إدارات الأندية من خلال عقود اللاعبين التي انصاعت فيها لأمزجتهم ورضخت لشروطهم، فواصلت العقود الارتفاع بشكل جنوني، من دون مقابل مقنع أو جهد (يحللها دينياً على الأقل) وعندما أقول إن إدارات الأندية أسهمت في ما يحدث فلأنها سمحت للمدربين أيضاً بتقليل الحصص التدريبية والاكتفاء أحياناً بساعة واحدة مسائية حتى لو كانت الأحوال الجوية مشجعة على حصة صباحية، أما الموضة الأخيرة فكانت الإجازات عقب المباريات والحجة (بعد الإرهاق وتقديراً للجهد الذي بذل في المباراة السابقة).. آثار ذلك كله تتضح في تذبذب مستوى اللاعبين الفني بين مباراة وأخرى وكثرة الإصابات وتكرر الأخطاء في التمرير والتمركز، فمتى يعرف اللاعبون أخطاءهم ويصححوها إن كانوا يحضرون ساعة تكون أحياناً لتطبيق خطة المباراة فقط. هو يوجه رسالة مهمة ووصفة علاج من خلالها يقدم خلاصة تجربته لتطبيق الاحتراف الحقيقي للمسؤولين عن الكرة السعودية وللأندية واللاعبين، ولا سيما الشباب منهم تقول: إذا كنت لاعباً محترفاً فينبغي لك أن تتدرب بأقسى ما هو ممكن (وهذه للاعب وإدارة ناديه) وأن تلعب أكبر عدد من المباريات القوية (وهذه لاتحاد الكرة ولجنة المسابقات)، ولا سيما في ظل إدارة جديدة ورئيس يعرف كل مواطن الخلل، ولديه - كما يقول - الحلول، لذا نأمل أن يستفيد الجميع من أخطاء الماضي وأن تكون الآراء البنّاءة موضع اهتمام وتطبيق. [email protected] Qmonira@