لم يكن أحمد الفريدي نشازاً، وهو لا يجد إلا رسالة جوال يبعث بها لإداري ليس من أولي الحل والعقد في إدارة الكرة في فريقه الهلال، لأن لاعبينا اعتادوا ألا يبالوا بالأنظمة والقوانين الداخلية والخارجية، التي تضمنتها عقودهم الاحترافية، عندما يريدون لي ذراع الإدارة، والشواهد كثيرة وفي أكثر من نادٍ، ولم يتصد لهذا كله باحترافية سوى إدارة نادي الشباب. لاعبونا يجيدون قراءة حروف عقودهم قبل السطور والسطور قبل الجمل، لكنهم في المقابل جاهلون حد الأمية في قراءة ما عليهم من واجبات وحقوق، هم ملزمون بها التزاماً يفترض أن يضعهم تحت طائلة العقاب والمساءلة لو أخلوا بشيء منها، وبقدر ما يضغطون لنيل حقوقهم، وما لا يستحقون أحياناً تجدهم لا يقيمون وزناً لتصرفاتهم بالسهر والطيش، وآخر اللامبالاة كانت رسالة الجوال الشهيرة التي ابتدعها الفريدي، وهي سبق يسجل للاعب محترف، لأن من سبقوه بالمراوغات كانوا عادة يغيبون، ولا يتركون أثراً، وهذا يدل على تطور نوعي في الفكر الاحترافي من لاعبين ما زالوا يعتقدون أن الاحتراف مزاج وليس التزاماً وانضباطاً. موقف الفريدي، وإن عده البعض حدثاً عادياً أو حاول أن يبرر الضجة الإعلامية حوله كونه لاعباً هلالياً تضخم الأمور التي تخصه مقارنة بسواه من لاعبي الأندية الأخرى، الذين يأتون أحياناً بأكبر مما فعل إلا أني «أرى خلل الرماد وميض جمر.. ويوشك أن يكون له ضرام»، وقد بدأ هذا الوميض يظهر للعيان في موقف الإدارة من رفض أسامة هوساوي التجديد للنادي رغم التوسلات والإغراءات كافة، التي يسيل لها اللعاب وإصراره على الرحيل بداعي وجود عرض خارجي أثبتت الأيام أنه «كوبري لفظي» لإسكات الجميع، حتى يكون الانتقال مجاناً، وهو ما يفقد ناديه الذي أسبغ عليه النعم ظاهرة وباطنة من أي عائد مادي، لكن الإدارة التي يطيب لها وصف «الإدارة المثالية» رغم أنه نقيض الاحترافية بادرت لاسترضاء أسامة بشارة ال«كابتنية» وهذا ما شجع الفريدي على أن يسلك المسلك ذاته ليس عبر مؤتمر صحفي، بل تسريب صحفي لرسالة الجوال، التي أوقدت الجمر، وأحالته لهيباً مشتعلاً، لأن من هذه بداياته لا يعلم كيف ستكون خواتم تصرفاته، الآن الكل بات مرشحاً ليعيد التفاصيل ذاتها بسيناريوهات مختلفة، طالما أن القدوة ومن يتمتعون بعقود احترافية خيالية يفعلون ذلك، ويجدون من الإدارة تطييب الخواطر، وطلب الرضا والصفح، فيما كان يجب أن يحدث العكس، فماذا نتوقع من قليلي الخبرة وصغار السن كلاعبي الأولمبي، عندما يعبث بعقولهم سمسار غايته الكسب المادي؟، ولمن يريد أن يعرف ماذا يدور في الخفاء هناك من يحفر الآن وراء أبرز لاعبي الفريق (محمد القرني ونواف العابد وسالم الدوسري) لنقلهم إلى أحد الأندية في مقابل مبلغ مهول، وعلى الإدارة التحرك لحفظ حقوق النادي وقطع دابر العابثين قبل أن يفرغ النادي من نجومه. [email protected] Twitter | @qmonira