ذات صباح هادئ من خميس جميل، الكل فيه نائم هنا ويقظان هناك في شرق القارة، يرتب أوراقه ويعلن استعداداته بحضور مندوبي أندية القارة الآسيوية، لإجراء قرعة دوري أبطال آسيا للأندية أبطال الدوري 2013، القلوب تخفق والأعين تتسمر والآذان ترهف السمع تنتظر.. ويسفر وجه صباحنا عن أربع مجموعات تقبّلها الكل بهدوء، راغماً كان أم راضياً، بعضهم كظم غيظه وبعضهم ندب حظه والآخر حمد ربه. «الآسيوية بنظامها الحالي صعبة على كل الأندية السعودية»، عبارة قالها رئيس الهلال عبدالرحمن بن مساعد ذات يوم، فطار بها الشامتون فرحاً، وأعادوا صياغتها على ناديه، لتكون «الآسيوية صعبة قوية»، بخاصة عندما وصل النادي الأهلي إلى نهائي القارة، ولكن واقع الحال كشف صدق المقولة عندما فشل الأهلي في تقديم نفسه أو فرض شخصيته وأسلوبه أمام أولسان، وخسر بثلاثية تساوى فيها مع من كل الخارجين قبله، لأن التاريخ لا يذكر إلا البطل وحده! فعاد الجميع للتذكير بمقولة الأمير لإثبات بعد نظره وقدرته على سبر أغوار المستقبل للأندية السعودية في هذه البطولة. وما دام أن الأمير عرف الداء ومكمن الخلل، وأقر بصعوبة البطولة على أنديتنا المشاركة فيها، ومن ضمنها فريقه الهلال، فإن ذلك يحتم عليه أن يبدأ في العلاج، خصوصاً وهو يقود الهلال البطل المتوج كأكثر نادٍ حقق بطولات آسيا، لكنه يفشل في سنواته الأخيرة في الحصول عليها أو الوصول إلى مراحل متقدمة منها، وفي كل موسم تأتي إداراته بعذر مختلف عما قبله، لكن الجمهور لا يزال غير مقتنع بأي عذر منها، ومؤمن أن الأخطاء تتكرر سنوياً، سواء أكانت إدارية أم فنية، وأن إداراته لم تستفد من تجاربها المؤلمة وذكرياتها الحزينة في هذه البطولة. مقبلون على فترة الانتقالات الشتوية، وواضح للعيان مفاصل الفريق الأزرق التي تعاني الوهن ونوعية ما يحتاجه من لاعبين يصنعون الفارق، ويقدمون الإضافة الفنية، فالبطولة الصعبة على الكل باتت لزاماً أن تخضع. وأعتقد أن قوة مجموعة الهلال في هذه النسخة «العين والاستقلال والريان» حافز للإدارة لتعمل بجهد فوق العادة، لتدعيم الفريق بما يحتاج، فمهر البطولة غالٍ جداً ولن يقبل الجمهور الهلالي أن يقال له بعد اليوم: «إن الآسيوية صعبة قوية»، فهي مقولة محبطة تعني التسليم بالخروج في أية مرحلة من المسابقة، فقد أصبح أكثر جرأة في أن يقول في وجه الإدارة «الآسيوية.. فرصة نهائية». [email protected] Qmonira@