عين رئيس الحكومة التونسية الأمين العام لحركة «النهضة» الإسلامية الحاكمة حمادي الجبالي أمس والياً جديداً لسليانة (شمال غرب) التي شهدت أعمال عنف دموية للمطالبة بإقالة والٍ محسوب على «حركة النهضة» وبالتنمية الاقتصادية وإطلاق سراح موقوفين. وأعلنت وزارة الداخلية في بيان نشرته على صفحتها الرسمية في «فايسبوك»، أن «رئيس الحكومة قرر تعيين منتصر جراي والياً على سليانة خلفاً لأحمد الزين المحجوبي الذي سيدعى إلى مهام أخرى». وأوضحت أن الوالي الجديد (46 عاماً) مولود في مدينة بن قردان التابعة لولاية مدنين ويعمل مهندساً من دون ذكر انتمائه السياسي. وفي 27 تشرين الأول (نوفمبر) الماضي شهدت ولاية سليانة تظاهرات واحتجاجات وأعمال عنف استمرت أسبوعاً للمطالبة بعزل الوالي. وقمعت الشرطة المحتجين بقنابل الغاز المسيل للدموع وبنادق الخرطوش ما تسبب في عمى متظاهرين أصيبوا في أعينهم. وأعلنت وزارة الصحة جرح 303 أشخاص قالت إن بينهم 208 أصيبوا بالخرطوش خلال المواجهات بين قوات الأمن وآلاف المتظاهرين. ودانت مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان «الاستخدام المفرط وغير المتناسب للقوة من قبل قوات الأمن ضد المحتجين» في سليانة وطالبتها بوقف استخدام «الخرطوش». وتوقفت الاحتجاجات بعد توصل الحكومة إلى اتفاق مع الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر مركزية نقابية) الذي تبنى مطالب المحتجين. وبموجب الاتفاق أطلقت السلطات سراح 14 شاباً اعتقلوا في نيسان (أبريل) 2011 في أعمال عنف في سليانة.