أصيب أكثر من 150 شخصاً عندما تجددت الاشتباكات الاربعاء بين قوات الامن وآلاف من المتظاهرين في مركز ولاية سليانة (شمال غرب) التي يطالب سكانها بعزل الوالي وبالتنمية الاقتصادية. وقال مصدر طبي في مستشفى سليانة «استقبلنا حتى الآن اكثر من 150 جريحاً بينهم أطفال، والمزيد من المصابين في طريقهم الى المستشفى» موضحاً انه تم نقل 4 مصابين الى مستشفى في العاصمة تونس لأن «اصاباتهم تستوجب عناية خاصة». وأضاف ان «الجرحى أصيبوا بذخيرة لم نتمكن من تحديد نوعيتها». وعمت حالة من الفوضى مستشفى سليانة. وقال رجل غاضب اصيب ابنه خلال المواجهات «سنحرق المدينة على رؤوسهم» في اشارة الى قوات الامن. وتجوب سيارة للدفاع المدني شوارع المدينة بحثاً عن جرحى. واستخدمت الشرطة بشكل مكثف قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين الذين رشقوها بالحجارة. وأرسلت السلطات تعزيزات امنية الى المدينة وعربات مصفحة تابعة للحرس الوطني، فيما اغلق السكان الشوارع لمنعها من الدخول. وشهدت سليانة الثلثاء اضراباً عاماً دعا اليه الاتحاد العام التونسي للشغل (اكبر نقابة عمال في تونس) ومواجهات بين آلاف من المتظاهرين ورجال الامن أصيب خلالها 14 شخصاً بينهم عنصر امن. ويطالب سكان سليانة التي ترتفع فيها معدلات الفقر والبطالة ب «التنمية» الاقتصادية وبعزل الوالي الذي يقولون ان له قرابة عائلية بحمادي الجبالي رئيس الحكومة والأمين العام لحركة النهضة الاسلامية الحاكمة، وبالافراج عن 14 شاباً اعتقلوا خلال اعمال عنف شهدتها سليانة يوم 26 نيسان (أبريل) 2011. وكان مكتب اتحاد الشغل في سليانة اتهم في بيان اصدره في 23 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي الوالي ب «تعطيل مسار التنمية بالجهة التي عرفت ركوداً على جميع المستويات». والثلثاء دعت رئاسة الحكومة في بيان «أهالي سليانة الى التهدئة والى تفويت الفرصة على الساعين الى بث التوتر والبلبلة والدفع الى الفتنة في صفوف المواطنين». وقالت انها «تواصل منح ثقتها للسلطة الجهوية» في اشارة ضمنية الى الوالي. وقال اياد الدهماني، وهو قيادي في «الحزب الجمهوري» المعارض ونائب في المجلس التأسيسي المكلف بصياغة الدستور، انه دخل في اضراب عن الطعام احتجاجاً على ما وصفه بالحصار الامني المطبق على المدينة. وأضاف ان «السلطات لم تبد استعداداً لرفع الحصار الامني المضروب على المنطقة التي تعيش حالة احتقان كبرى، لذلك اعلن دخولي في اضراب جوع حتى تتراجع السلطات وتفك الحصار وتهتم بمطالب الناس». كما انتقد حمة الهمامي زعيم «حزب العمال» المعارض لجوء قوات الامن الى القوة في التعامل مع المتظاهرين وقال: «ما يحدث في سليانة يؤكد افتقاد الحكومة الاسلامية للحلول واعتمادها القوة بدل مناقشة مطالب المحتجين، وهي نفس اساليب النظام السابق». على صعيد آخر، قضت محكمة التمييز التونسية الأربعاء بإطلاق سراح سامي الفهري مدير تلفزيون «التونسية» الخاص الذي اعتقل قبل حوالى ثلاثة أشهر على ما أفادت محاميته سنية الدهماني وكالة فرانس برس.