كشف المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية في سورية حسن عبد العظيم في اتصال مع "الحياة" من دمشق أن النظام السوري أعطى موافقته للموفد العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي على عدد من النقاط أبرزها "تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة"، موضحاً أن "نقطة بقاء (الرئيس السوري بشار) الأسد في السلطة خلال هذه المدة هي النقطة الوحيد العالقة". وشدد عبد العظيم أن الإبراهيمي أبلغه خلال اللقاء به أنه "لم يفشل إطلاقاً في مهمته وهو مصمم على النجاح ولن يستقيل"، مشيراً إلى أن الإبراهيمي "يعود إلى جنيف ليعمل على توافق أميركي - روسي يظهر في مؤتمر جنيف-2". وأوضح المعارض السوري، الذي يعيش في دمشق إلى أن الاتفاق النهائي كان ينتظر تعيين وزير جديد للخارجية الأميركية وهو ما حصل. ولفت إلى أن الإبراهيمي يحمل إلى الجانبين الأميركي والروسي في جنيف "موافقة النظام السوري على نقاط أربع تبدأ ب: وقف العنف، وإطلاق المعتقلين والأسرى، وتأمين أعمال الإغاثة، ومن ثم تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة تنهي الوضع القائم وتصدر دستور جديد وتجري انتخابات برلمانية ورئاسية"، لكنه لفت إلى أن "بقاء الأسد في السلطة خلال الفترة الانتقالية ما زالت مدار نقاش". وأضاف أنه "عند التوافق وحسم كل هذه الأمور سيصدر قرار عن مجلس الأمن تحت الفصل السادس يلزم المعارضة والنظام بتطبيقها"، مشيراً، في سؤال عن التنسيق مع معارضة الخارج، إلى أن الهيئة تعمل على عقد مؤتمر القاهرة-2 بحضور الهيئة والائتلاف الوطني والمنبر الديموقراطي والهيئة الكردية العليا من أجل التوافق على الحل السياسي. وشدد على أن "لا طرف في المعارضة السياسية يمثل المعارضة كاملة". وتطرق عبد العظيم إلى البيان المنسوب إلى القيادة القطرية ل"حزب البعث العربي الاشتراكي"، في سورية، ونشره موقع "البعث نت" القريب من البعث العراقي، ودعا فيه "النظام والرئيس بشار الاسد والمعارضة الوطنية الى الجلوس على مائدة الحوار لبحث الآلية المناسبة المزمنة لتنفيذ خطة نقل السلطة على غرار ما حدث في القطر اليمني الشقيق". ولفت إلى أنه من حيث المبدأ فإن "حزب البعث مصادر وهناك سلطة البعث ونظام البعث أما السلطة فهي ليست بيد البعث على الرغم من أنه الحزب الحاكم"، معتبراً أن هذه القيادة "لن تجتمع وان تستفيق إلا إذا دعتها لذلك السلطة السياسية". وأضاف أنه بالتالي فإذا كان هذا البيان صحيحا ، فهو "يوضع في سياق واحد مع كلام نائب الرئيس فاروق الشرع الأخير، و"يدل على إدراك من قبل النظام وبعض عناصر قيادة الحزب أن الامور وصلت الى مستويات خطيرة وباتت تهدد البلد والحزب والنظام". وشدد على أنه "لا بد من تغيير السلطة وإنهاء النظام عبر انتقال سلمي"، موضحا أن النظام "تغيرت لهجته منذ أكثر من شهر". وكان موقع "البعث نت" القريب من البعث العراقي بقيادة عزت الدوري، نشر بيان قال إنه حصري وصادر عن القيادة القطرية في سورية، دعا "الجيش العربي السوري والمعارضة المسلحة او ما يعرف بالجيش الحر الى وقف الاقتتال ونزيف الدم السوري فورا والجلوس على طاولة الحوار لايجاد ووضع التدابير والخطوات الناجعة". وأشار البيان إلى أن ذلك "يتطلب من جميع ابناء الشعب السوري وكافة الاحزاب والقوى السياسية في السلطة والمعارضة رص الصفوف وتوحيد الجبهة الداخلية والوقوف بمسؤولية تجاه المؤامرة الكبيرة التي تتعرض لها سورية والحفاظ على امن واستقرار ووحدة سوريا ارضا وانسانا". وعبرت القيادة القطرية للحزب عن ترحيبها ب "خطة الاممالمتحدة الداعمة للحلول السياسية والانتقال السلمي الآمن للسلطة على غرار مبادرة نقل السلطة في اليمن، بإعتبارها المخرج الوحيد لانهاء الازمة واخراج سوريا من دوامة الصراع المسلح الذي لا ولن يجني منه الوطن والشعب السوري سوى الخراب والدمار والويلات والمأسي واعادة سوريا الى الورى عقودا من الزمن". وناشدت "كافة الاطراف المتصارعة الحفاظ على وحدة ومكتسبات الشعب السوري"، محملة هذه الأطراف "كامل المسؤولية الوطنية والتاريخية والاخلاقية لما حدث ويحدث من قتل واقتتال وسفك لدماء السوريين وتبرأ الى الله مما قد تؤول اليه الامور في سوريا في حال اصرار جميع الاطراف المتصارعة على استخدام القوة". من ناحيته، رأى الناشط السياسي المعارض ثائر عبود في اتصال مع "الحياة"، أن "بيان البعث سواء كان صادرا عن القيادة القومية أو القطرية للبعث وشتّان بينهما في المفعولية السياسية للبيان ..فقد يكون عبارة عن عملية جس نبض للشارع وما يسمى زورا المعارضة السياسية". وأضاف أن هذا البيان في "أفضل حالاته هو محاولة لإنقاذ جثة البعث التي لا يمكن بعثها من جديد، لكن فلنكن عمليين وأذكياء في تعاطينا مع هكذا منعطفات سياسية حرجة وهامة". وأوضح أن "البعث نت" هو "موقع قريب من حزب البعث وتابع له وإن لم يكن موقعه الرسمي". وفي هذا الإطار، اعتبر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن "البيان إن كان صحيحاً فهو بمثابة جس نبض لترتيبات ربما بدأ التحضير مع زيارة الموفد العربي الدولي الاخضر الابراهيمي الاخيرة الى دمشق". ونقلت قناة "سكاي نيوز" العربية لاحقاً عن القيادة القطرية نفيها إصدار أي بيان بشأن الانتقال السياسي للسلطة في سورية.