بينما تتواصل المعارك بين قوات المعارضة على اطراف دمشق وقوات نظام الاسد، دعت اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري مساء امس في ختام اجتماعها في الدوحة الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي لتسهيل بدء مرحلة الانتقال للسلطة، كما اكدت دعمها لمهمة المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي. وجاء البيان الختامي لاجتماع اللجنة «انها تطلق النداء مجددا بمطالبة الرئيس الاسد الاستجابة لقرار مجلس جامعة الدول العربية القاضي بتنحي الرئيس عن السلطة لتسهيل عملية بدء مرحلة الانتقال للسلطة ووقف سفك الدماء والتدمير». كما اكد البيان «الدعم الكامل لمهمة الابراهيمي في التوصل الى صيغة تضمن التوصل الى توافق بين اعضاء مجلس الامن لاستصدار قرار يفضي الى انتقال السلطة وتشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحية» وإقامة نظام ديمقراطي تعددي تتوفر فيه الحقوق المتساوية لجميع أبناء الشعب السوري بكافة أطيافه وتضمن وحدة نسيجه الاجتماعي دون تفرقة أو تمييز ديني أو طائفي أو عرقي وبما يضمن استقلال سوريا وسيادتها ووحدتها وسلامتها الإقليمية واستقرارها». وفي المؤتمر الصحافي الذي اعقب الاجتماع قال رئيس الحكومة القطرية ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني انه «من الواضح اننا في المراحل النهائية لسقوط النظام السوري». الى ذلك، أوضحت مصادر مطلعة في المعارضة السورية ل«عكاظ» أن ائتلاف المعارضة السورية يتداول أسماء شخصيات بارزة لاختيار واحد منها قريبا ليمثل الائتلاف لدى مجلس التعاون الخليجي وسيكون مقره في الرياض حيث مقر الأمانة العامة للمجلس. وفي جنيف أكد الأخضر الإبراهيمي المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية أمس أنه أجرى مباحثات بناءة مع مسؤولين روس وامريكان حول الأزمة السورية تم خلالها الاتفاق على أن السعي من أجل حل سياسي للازمة مازال ممكنا. ومن موسكو قال سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي إن بلاده غير متمسكة بالرئيس السوري بشار الأسد ولا تجري مباحثات مع أي جهة حول مصيره. ميدانيا، استولت مجموعات مسلحة أمس على جزء كبير من قاعدة عسكرية في شمال غرب سوريا (قاعدة الشيخ سليمان العسكرية)، في خطوة من شأنها ان ترسخ سيطرة المقاتلين المعارضين على هذه المنطقة من البلاد. في الوقت نفسه، تواصلت الاشتباكات في دمشق ومحيطها حيث تجري منذ اسابيع عمليات عسكرية يسعى من خلالها المقاتلون المعارضون الى التقدم نحو دمشق، بينما يركز النظام قواته في العاصمة لحمايتها والسيطرة على شريط آمن من حولها. كما قتل في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا امس 61 شخصا، بينهم عشرة مدنيين في قصف للقوات النظامية على بلدة مرعيان بريف ادلب بحسب ما ذكر المرصد السوري.