إذا كان هناك من يزعم داخل الولاياتالمتحدة أو خارجها أن هناك في الولاياتالمتحدة لوبي أقوى من لوبي إسرائيل فما عليه سوى أن يراجع الحملة الإعلامية في الأيام الأخيرة على احتمال اختيار الرئيس باراك أوباما في إدارته الجديدة تشك هاغل، السناتور الجمهوري السابق من نبراسكا، وزيراً للدفاع. هاغل حصل على أوسمة خلال حرب فيتنام واسمه تردد ولم يطرح رسمياً فأعلن اللوبي حرباً على إدارة أوباما سلاحها الإرهاب، تماماً كإسرائيل التي يدافع عنها اللوبي. قاد الحملة وليام كريستول، رئيس تحرير ويكلي ستاندارد، ووريث زعامة المحافظين الجدد عن ابيه ارفنغ، أي تلك المجموعة التي سعت للحرب على العراق وقتل مليون عربي ومسلم. كريستول يعتبر ترشيح هاغل اختباراً لنوايا أوباما إزاء إسرائيل ولجديته في منع إيران من الحصول على سلاح نووي وللديموقراطيين المؤيدين لإسرائيل المعارضين لسلاح نووي إيراني. وهو يشكر الجمهوريين الذين عارضوا ترشيح سوزان رايس وزيرة للخارجية ويقول أن ترشيح هاغل أسوأ كثيراً. أسوأ كثيراً من كريستول إن كان هذا ممكناً بريت ستيفنز الذي يكفي من صفاته انه كان رئيس تحرير «جيروزاليم بوست» الليكودية الميول في فلسطينالمحتلة ويكتب في صفحة الرأي في «وول ستريت جورنال» الآن، والصفحة هذه ليكودية خالصة تدافع عن عنصرية إسرائيل وجرائمها واحتلالها. ستيفنز يبدأ بالإشارة إلى قول هاغل يوماً «إن اللوبي يخيف كثيرين هنا»، أي في الكونغرس. أنا أقول هذا واتهم من ينكره بأنه جزء من لوبي إسرائيل أو اللوبي اليهودي، مع تفضيلي الاسم الأول لأن غالبية اليهود الأميركيين ليبراليون وسطيون، واللوبي يميني متطرف داعية احتلال وقتل. عندما يكون الموضوع الانتصار لجرائم إسرائيل لا يمكن تجاوز رابطة مكافحة التشهير (باليهود) ورئيسها ابراهام فوكسمان الذي رأى أن هاغل ليس الخيار الأول أو الثاني أو الثالث لليهود الأميركيين أصدقاء إسرائيل، وقال إن اختياره مقلق جداً. وقرأت لمن ذكرنا بأن فوكسمان هو اليهودي الأميركي الذي يقول إن من حق اليهود والمسيحيين بناء كنسٍ وكنائس حيث يريدون ولكن ليس من حق المسلمين بناء مسجد في نيويورك. أتوقف هنا لأسجل أن في ماضي هاغل ما يكفي لإثارة قلق أنصار إسرائيل، فهو يرفض أن يكون «ممسحة» على باب اللوبي، كما قال احد المدافعين عنه، وسجله يتضمن التالي: - قال سنة 2006 للمسؤول في عملية السلام ديفيد ارون ميلر، وهو يهودي معتدل: أنا سناتور أميركي. لست سناتور إسرائيلياً. أنا سناتور أميركي. أنا أؤيد إسرائيل إلا أن اهتمامي الأول هو أنني أقسمت يمين الولاء لدستور الولاياتالمتحدة، وليس لرئيس أو لحزب، وليس لإسرائيل. إذا خضت الانتخابات لمقعد سناتور في إسرائيل فسأفعل ذلك (يكون ولاؤه لها). ما سبق كنت سجلت بعضه قبل أيام وأعيد نشر النص كاملاً. هاغل خلال الانتفاضة الثانية دعا إسرائيل إلى إظهار التزامها بالسلام، والليكودي الميول بريت ستيفنز يتحدث عن قتل 457 إسرائيلياً سنة 2002 خلال الانتفاضة الثانية ولا يتحدث عن قتل إسرائيل 1500 ولد فلسطيني، أو أسرة بكاملها في غزة الشهر الماضي. وهاغل سنة 2006 قال عن حرب الصيف على لبنان إنها تدمير لبلد حليف هو لبنان لأرضه ولشعبه. ورفض سنة 2007 تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية. ونُقِل أخيراً عن ديفيد هاريس المدير التنفيذي للجنة اليهودية الأميركية أن السناتور هاغل رفض سنة 1999 المشاركة في إدانة اللاسامية في روسيا، ونشرت اللجنة إعلاناً من صفحة كاملة في «نيويورك تايمز» وقعه 99 عضواً في مجلس الشيوخ من مئة عضو وكان هاغل العضو المئة والوحيد الذي رفض التوقيع. أقول إننا نحن أمام مواطن أميركي يريد مصلحة بلاده وطابور خامس إسرائيلي سيضحي بالولاياتالمتحدة ومصالحها كل يوم خدمة لإسرائيل. والأسابيع القادمة ستظهر لنا هل تفوز إسرائيل ويلقى هاغل مصير سوزان رايس أو تفوز أميركا بمنصب وزير دفاع أميركا. [email protected]