يسعى السوري النازح إلى الأردن رياض الراضي إلى دخول مجموعة غينيس للأرقام القياسية بأكبر مصحف في العالم، يتيح ترجمة إلى كل اللغات، مزاوجاً في عمله بين إبداع اللغة وزخارفها وتوظيف التكنولوجيا الحديثة. ويستخدم الراضي في عمله ألواح الخشب مادةً أساسية لتحفته الفنية التي يبلغ وزن كل صفحة فيها 100 كيلوغرام، وتتكون من أربعة ألواح خشب (أم دي أف)، تطلى بقشر الجوز الطبيعي لكي تقاوم عوامل الزمن. ويتوقع أن يبلغ وزن المصحف كاملاً عند إنجازه 33 طناً، وارتفاعه 3 أمتار وعرضه 1.85 سنتيمتر، كما قال الراضي ل «الحياة». وأضاف اللاجئ المقيم في محافظة أربد شمال عمّان: «كان المصحف مجرد فكرة عندما خرجت من سورية لاجئاً، وهذه الفكرة أخذت مني ثلاث سنوات قبل بدء تنفيذها». ويعبّر الراضي عن طموحه إلى أن يكون المصحف الذي أنجز منه ثلاثة أجزاء تحفة فنية، معتمداً على مهاراته في الخط الزخرفي العربي، لكنه يريد لمنجزه أن يكون مختلفاً، إذ صمّمه ليعمل بحركة إلكترونية من دون الحاجة إلى لمسه بالأيدي، من خلال جهاز يقلب الصفحات إلكترونياً. أما المهمة الأصعب التي ستواجهه فهي توفير الترجمة الفورية إلى كل اللّغات، من خلال جهاز استشعار ينقل مضمون كل صفحة إلى اللّغة المطلوبة من خلال شاشة عرض. ويوضح الفنان التشكيلي: «أطمح إلى إنجاز تحفة فنية تبهر من ينظر إليها، وفي الوقت نفسه تحقّق الفائدة وتساهم في نشر ثقافة القرآن عند غير الناطقين بالعربية». وبما أن الراضي لم يكن يملك القدرة على تجسيد فكرته المكلفة، ساعدته المصادفة عندما فتح له صاحب المنجرة سيد المصري باب مشغله ليستخدم ما يحتاج من آلات، ووفر له بعض الأخشاب في البداية. ويقول المصري: «اطّلعت بالصدفة على فكرة الراضي وأعجبت بها وأحاول المساعدة». لكن العبء المادي الأكبر يقع على الراضي ويتسبب بتأخير العمل، إذ تبلغ كلفة الصفحة الواحدة ألف دولار تقريباً، ويتوقع أن تبلغ كلفة العمل عند إنجازه مليونين و120 ألف دولار. ويختم الراضي: «أتمنى بعد الانتهاء من إنجاز المصحف أن أطوف به في العالم العربي والإسلامي، ليكون العمل ملكاً للأمتين العربية والإسلامية، ولن يكون ما أقوم به سلعة للبيع».