دعا بطريرك القدس للاتين فؤاد طوال امس الاثنين الى العمل من اجل السلام والمصالحة بين الفلسطينيين واسرائيل وايضا من اجل الشرق الاوسط "الجريح"، وذلك في رسالته لمناسبة الميلاد من مدينة بيت لحم في الضفة الغربية. وقال خلال القداس الذي اقيم في كنيسة المهد في مدينة بيت لحم بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية الأردني ناصر جودة وعدد من اعضاء السلك الدبلوماسي العرب والأجانب "من هذا المكان المقدس ادعوكم الليلة الى مشروع مصالحة تشمل وطننا فلسطين وارضنا المقدسة وشرقنا الأوسطي الجريح بكل بلدانه". واضاف "فلنصلِّ بحرارة من اجل اخواننا في سوريا الذين يتألمون ويتشردون ويكافحون من اجل الحرية ويموتون من دون شفقة ولا رحمة. فلنصلِّ من اجل الشعب المصري الذي يناضل من اجل التوافق والحرية والمساواة. فلنصلِّ من اجل الوحدة والمصالحة في لبنان والعراق والسودان وفي الدول الاخرى في المنطقة وبقية العالم. فلنصلِّ من اجل الازدهار والاستقرار في الاردن". ووصل طوال ساحة كنيسة المهد آتيا من البطريركية اللاتينية في القدس يرافقه قساوسة في موكب رمزي حيث رحب به حشد من آلاف السائحين والزائرين ورجال الدين عند الساحة خارج كنيسة المهد. وتوقف موكب طوال عند دير مار إلياس قبل ان يشق طريقه عبر نقطة تفتيش بيت لحم مجتازا الجدار العازل الذي شيدته إسرائيل إلى البلدة الواقعة في الضفة الغربية. واستعرض طوال في قداس منتصف الليل اوضاع الفلسطينيين وقال "نعيش ظروفا قاسية. احتلال لم ينته بعد يستولى على أرضنا ولقمتنا ويصادر كلمتنا وماءنا وهواءنا. قلوبنا تعبة وهمومنا كثيرة وأهالينا في غزة ما زالوا يضمدون جراحهم". واضاف "ومنكم من فقد عزيزا في هذه السنة ودمعته لم تجف بعد وآلاف الشباب قابعون في السجون ينتظرون الحرية وما زال مبعدو كنيسة المهد بانتظار الرجوع الى ذويهم". واشاد طوال بحصول الفلسطينيين على دولة بصفة مراقب في الأممالمتحدة وقال "يسعدنا ان نرى هذه المواقف الجريئة في المحافل الدولية قد اثمرت وأينعت فولدت الدولة الفلسطينية تزامنا مع عيد الميلاد". واضاف "لقد سموها دولة مراقب اي لا صوت لها رغم ان صوتنا كان ولا يزال جرسا يرتفع وينادي بالعدل والسلام لكل شعوب المنطقة، جرس انذار ووخز ضمير لمن ماتت ضمائرهم". ووافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي على ترقية وضع السلطة الفلسطينية من كيان مراقب إلى دولة غير عضو بصفة مراقب. وكانت إسرائيل عارضت بشدة المسعى الفلسطيني للحصول على وضع دولة غير عضو في الأممالمتحدة قائلة انه ليس بالامكان إقامة دولة فلسطينية من دون ترتيبات تتعلق بأمن المواطنين الإسرائيليين. وشهدت مدينة بيت لحم قدوم الآلاف من الفلسطينيين والأجانب اليها للمشاركة في احتفالات اعياد الميلاد ووضعت شجرة بارتفاع امتار عدة في الساحة التي تفصل الكنيسة عن المسجد المجاور لها. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال مشاركته في العشاء التقليدي الذي تقيمه كنيسة المهد "جئنا بثوب جديد هذا العام وهو اننا حصلنا على صفة مراقب في الأممالمتحدة وهي ايضا دولة تحت الاحتلال". وتعهد عباس عدم التنازل عن القدسالشرقية عاصمة لدولة فلسطين وقال "ان القدسالشرقية عاصمة دولة فلسطين ولن نتنازل عنها وستكون مدينة مفتوحة لأصحاب الديانات السماوية ليمارسوا فيها طقوسهم وشرئعهم الدينية بكل حرية".