القدس المحتلة، بغداد، الفاتيكان - رويترز، أ ف ب - اعرب البابا بنيديكتوس السادس عشر في كلمة لمناسبة عيد الميلاد عن امله في ان يحمل العيد السلام للمسيحيين في العراق والشرق الاوسط، داعياً الى تضامن السياسيين معهم، فيما شجع الكاثوليك في الصين على «تحدي الاضطهاد». ودعا البابا الى «سلام دائم» في الصومال ودارفور وساحل العاج والى المصالحة بين الكوريتين الجنوبية والشمالية، واحترام حقوق الانسان في افغانستان وباكستان، وتمنى أن يتحرك زعماء العالم لمساعدة شعب هايتي الذي يعاني من اثار زلزال مدمر وانتشار وباء الكوليرا، وعدم نسيان سكان كولومبيا وفنزويلا وغواتيمالا وكوستاريكا المتضررين من كوارث طبيعية. وختم بتقديمه التهنئة بعيد الميلاد ب65 لغة. وقال في كلمته التقليدية من شرفة كنيسة القديس بطرس، حيث احتشد آلاف الاشخاص في الميدان متحدين الطقس البارد والامطار واجراءات الأمن المشددة: «لتنير اضواء عيد الميلاد مجدداً الارض التي شهدت ميلاد السيد المسيح في بيت لحم، وتلهم الاسرائيليين والفلسطينيين ليكافحوا من اجل تعايش عادل وسلمي»، علماً انه طالب خلال زيارته الأماكن المقدسة في الاراضي الفلسطينية في ايار (مايو) 2009 بإنشاء دولتين فلسطينية واسرائيلية. ودعا البابا مسؤولي الأمم الى «التضامن الفاعل» مع «المجموعات المسيحية العزيزة في العراق وكل الشرق الاوسط»، آملاً بأن تعم «التهدئة والرجاء بالمستقبل» هؤلاء المسيحيين الذين يقاسون «الألم» و «المعاناة». وفي عظة ألقاها خلال قداس منتصف الليل في كنيسة القديسة كاترينا المجاورة لكنيسة المهد في حضور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومؤمنين من دول عدة، قال بطريرك اللاتين في القدس فؤاد طوال: «امنية العيد ان ترتفع دقات اجراس الكنائس لتغطي الحانها صوت البنادق والرشاشات وآلات الموت في شرقنا الأوسط الجريح، وان تصبح القدس الشريف، ليس فقط عاصمة لدولتين (اسرائيلية وفلسطينية)، بل ايضاً نموذجاً حضارياً لعيش مشترك بين الاديان الثلاث على اساس التسامح والاحترام المتبادل والحوار البناء»، مبدياً «ألمه» لتعثر مفاوضات السلام الاسرائيلية - الفلسطينية، «لكن لا يجب ان نتوقف عند هذا الفشل او نشعر بيأس». وفي العراق، أقيم قداس كبير في كنيسة «سيدة النجاة» صباح امس وليس عشية عيد الميلاد لدواعٍ امنية، كما اقيمت قداديس في عدد كبير من كنائس بغداد البالغ عددها 88 وسط تدابير امنية مشددة شملت تشييد جدران للحماية ونشر عدد اضافي من عناصر الجيش والشرطة في محيطها. ودعا رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، في رسالة تهنئة بالعيد، المسيحيين الى «البقاء في وطنهم، والتمسك به والمشاركة في إعماره، على غرار باقي أبناء الشعب». وعشية عيد الميلاد، قتل ستة اشخاص على الاقل في هجمات على كنيستين في مايدغوري شمال شرقي نيجيريا، و20 آخرون في انفجارات في قرية قرب مدينة جوس (وسط)، علماً ان مئات سقطوا في اشتباكات دينية وطائفية في نيجيريا هذه السنة. وفي الفيليبين، جرح ستة اشخاص في انفجار قنبلة بدائية الصنع وضعت في سقف كنيسة كاثوليكية بجزيرة جولو، احد معاقل جماعة «ابو سياف» المرتبطة بتنظيم «القاعدة».