شن الطيران الحربي السوري السبت غارات على مناطق في وسط البلاد وشرقها، مع استمرار المقاتلين المعارضين في هجومهم على حواجز للقوات النظامية في ريف محافظة حماة (وسط)، وانفجرت سيارة مفخخة في أحد احياء دمشق، وقتل مصور يعمل في التلفزيون السوري بإطلاق النار عليه في دمشق، فيما هدد مقاتلون معارضون باقتحام بلدتين يقطنهما مسيحيون في محافظة حماة في حال عدم انسحاب القوات النظامية منهما. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان «خمسة رجال استشهدوا وسقط عشرات الجرحى جراء انفجار سيارة مفخخة في حي القابون» في شمال شرقي العاصمة، مشيراً الى ان الحادث ادى الى «اضرار مادية كبيرة». وأضاف المرصد ان «الاشتباكات مستمرة بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في ريف حماة الشمالي والشرقي تترافق مع قصف من القوات النظامية»، ولا سيما في قريتي قبر فضة والرملة اللتين تحاول القوات النظامية اقتحامهما. في غضون ذلك، قصف الطيران الحربي السوري مدينة القصير في محافظة حمص (وسط) «التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها»، وفق المرصد الذي اشار الى ان المدينة تتعرض ايضاً لقصف من مدفعية القوات النظامية. وفي دير الزور (شرق)، اغارت المقاتلات السورية على قرية البوليل وبلدة موحسن في ريف المحافظة. في ريف دمشق حيث تحاول القوات النظامية في الفترة الاخيرة السيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين، تعرضت مناطق واسعة للقصف، منها بلدة حمورية ومحيطها وبلدة الذيابية، وفق المرصد الذي تحدث عن قصف مركز على المناطق المحيطة بإدارة المركبات الواقعة بين عربين وحرستا (شمال شرق) الذي يحاول المقاتلون منذ مدة السيطرة عليها. كذلك، دارت اشتباكات في مدينة داريا (جنوب غربي دمشق) التي يحاول النظام السيطرة عليها في الفترة الماضية. وتحدث المرصد كذلك عن اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين هاجموا حواجز لها في عدد من البلدات والقرى الى الشمال الغربي من مدينة حماة. وبدأ المقاتلون منذ الاحد هجوماً واسعاً على حواجز للقوات النظامية في ريف حماة. الى ذلك، أعلن التفلزيون السوري ووكالة الأنباء السورية (سانا) أمس «استشهاد المصور في التلفزيون السوري حيدر الصمودي برصاص مجموعة ارهابية مسلحة امام منزله في حي كفرسوسة بدمشق». وذكرت «سانا» ان المجموعة اطلقت النار على الصمودي مساء الجمعة «خلال توجهه الى عمله في التلفزيون السوري»، واضعة الامر في اطار «استهداف الكفاءات الوطنية». وأشارت سانا الى ان الصمودي «من مواليد دمشق عام 1967، وهو خريج معهد الاعداد الاعلامي، وعمل كمصور صحافي في جريدة الثورة وانتقل بعدها للعمل في التلفزيون السوري في العام 1998». وقتل عدد من العاملين في وسائل اعلام رسمية جراء اعمال العنف في سورية، في ما قالت وسائل الاعلام الرسمية انها عمليات «اغتيال». وكان الصحافي في صحيفة «تشرين» ناجي اسعد قتل باطلاق رصاص امام منزله في حي التضامن في جنوبدمشق في 4 كانون الاول (ديسبمر) الجاري. وفي الحي نفسه، قتل باسل توفيق يوسف الذي كان يعمل في الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون السورية في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وفي العاشر من تشرين الاول (اكتوبر) الماضي، قتل محمد الاشرم الذي عمل مراسلاً في دير الزور (شرق) لصالح قناة الاخبارية السورية، والتي احتجز ثلاثة من صحافييها في آب (اغسطس) الماضي خلال تغطيتهم للمعارك في مدينة التل في ريف دمشق. وأشارت منظمة مراسلون بلا حدود في منتصف كانون الاول الجاري الى مقتل 17 صحافياً و44 ناشطاً اعلامياً منذ بدء الاحتجاجات المطالبة باسقاط نظام الرئيس الاسد في منتصف آذار (مارس) 2011. الى ذلك، هدد مقاتلون معارضون في ريف محافظة حماة باقتحام بلدتي محردة والسقيلبية اللتين يقطنهما مسيحيون في حال عدم انسحاب هذه القوات منهما، وفق شريط فيديو بثه المرصد. وتوجه قائد معارض عرف عن نفسه باسم «قائد لواء الانصار في ريف حماة رشيد ابو الفداء»، لسكان البلدتين بالقول «نوجه اليكم هذا الانذار لتقوموا بدوركم، وذلك بطرد عصابات الاسد وشبيحته من مدنكم وردعها عن قصف قرانا واهلنا وإلا فإننا سنوجه بواسلنا فوراً باقتحام أوكار العصابات الاسدية وشبيحته». وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان البلدتين «تضمان عشرات الآلاف من السكان»، وان عدداً من سكان محردة سبقوا ان غادروها في اتجاه محافظة طرطوس الساحلية. وفي الشريط، اوضح ابو الفداء ان «عمليات التحرير القائمة في ريف حماة حيث دحر جنود الطاغية وشبيحته في معظم قرى وبلدات ريف حماة بضربات من «الجيش الحر»، دفعت العناصر النظاميين الى ترك مواقعهم وتحصنهم في بلدتي محردة والسقيلبية»، وقاموا منها «بقصف قرانا بالمدافع والصواريخ وتهديم المنازل وقتل الاطفال وتهجير المدنيين». وأشار الى ان عناصر لوائه حاولوا الاثنين اقتحام السقيلبية «للقضاء على العصابات الاسدية» التي اطلقت النار «من النوافذ والشرفات». لكنه اضاف «حرصاً منا لعدم اذى الابرياء والشرفاء من هذه المدينة، قمنا بسحب قواتنا فوراً». وطالب ابو الفداء اهالي المدينتين «بفتح جميع الابواب امام ابطال «الجيش الحر» كي يتمكن من القضاء على جنود الطاغية وشبيحته»، مؤكداً ان هؤلاء ما تحصنوا فيهما «الا من اجل الفتنة الطائفية».