تبدو منطقة الخليج العربي أشبه ب«حقل ألغام»، على وشك الانفجار، فالتحديات الأمنية ذات البعد الفكري تحاصر المنطقة من خارجها، تماماً كما هو الحال مع تحديات الداخل. شرقاً هناك إيران بما تمثّله من أبعاد يختلط فيها الطائفي والأمني والنووي، وخلفها جغرافياً إلى الشرق ثمة شبه القارة الهندية حيث الأوضاع لا تدعو إلى التفاؤل في ظل النزاع بين البلدين الكبيرين الهند وباكستان، ويكتسب التهديد صبغة دينية بسلاح نووي. وجنوباً اليمن حيث تكثر الحركات «المعادية» مثل: «القاعدة» و«الحوثيين»، وامتدّت لتشمل «الإخوان المسلمين»، مضافاً إليها خطر «انفصال الجنوب»، والدولة التي توشك أن تكون «فاشلة». وفي الخاصرة الجنوبية الغربية القرن الأفريقي، حيث الصومال بهمومه الثقيلة، والاختراق الأمني من أطراف متعددة لمضيق باب المندب. أما في الغرب فالوضع في مصر ربما يبدو «هشاً» إلى الآن، أما السودان فلا يُعلم متى يكتمل احتراق الصاعق لتنفجر القنبلة، ولا يبدو الوضع شمالاً أفضل حالاً حيث العراق وسورية ولبنان، وهي دول تكاد تُصنّف «فاشلة» يمزّقّها الإرهاب والحروب الداخلية متعددة الأشكال والصراعات المذهبية والإثنية، فضلاً عن الخطر الأزلي القادم من «فلسطين»المحتلة، يضاف إلى كل ذلك ما تمرّ به المنطقة العربية والإقليم، وبنسبة ما العالم ككل من أوضاع غير مستقرة. التحديات الفكرية لا تقتصر على الخارج، ففي الداخل الخليجي بعض التناقضات والملفات العالقة، منها: ضعف حجم المشاركة الشعبية في الحكم، وغياب (أو ضعف) مؤسسات الدولة ودولة القانون، والملاحظات على صعيد أوضاع حقوق الإنسان، وأخطار المجموعات الأمنية الداخلية (القاعدة، بعض الجامعات الشيعية، والإخوان)، والقصور في التنمية والعمالة الأجنبية والطائفية والقبلية... إلخ. وربما يبدو «شق التحديات أكبر من الواقع الخليجي»، ودوله الست، التي تجتمع في إطار «مجلس» يفترض بعض أعضائه أنه آن الأوان ليتحوّل إلى «اتحاد». فيما يميل البعض الآخر إلى الإبقاء على صيغته الحالية، على رغم كل التحديات والأخطار المحيطة. ضجيج «الاستقرار» تجاوز التكامل إلى الوحدة الخليجية خوض الحرب من دون أسلحة «حصانة فكرية» وسط «الانفتاح»